إما الحرب المدمرة أو الحوار.. هو العنوان العريض لمرحلة قادمة.. تحدث عن معالمها السيد الرئيس بشار الأسد من دار الأوبرا.. وأطلق مبادرة الحل الحقيقي لجميع السوريين، والحكومة السورية اتخذت الإجراءات القانونية والقضائية والعملية لتحويل المبادرة إلى واقع ملموس…. بدءاً بالتحضيرات للحوار الوطني الذي سينبثق عنه وثيقة وطنية يجمع عليها الشعب السوري بكامل أطيافه، وانتهاءً بصناديق الانتخابات التي ستعطي الآخر دروساً في ولادة ديمقراطية جديدة على مستوى منطقة الشرق الأوسط.
لكن من يبتهج لجولات مكوكية ويصدر بيانات صحفية بحسب الأرض التي يطأها يعطل الحل ويدعي أنه يساهم فيه.
مفردة الـ إذا التي توقف عندها الرئيس الأسد، أكثر من مرة، حكماً هي تسبق تنفيذ بنود المبادرة، تعني الكثير، وقد يكون أبرزها، وقف إمداد المسلحين بالمال والسلاح من قبل الدول الداعمة للإرهاب في سورية، ووقف تصدير المرتزقة الإرهابيين الذين يدنسون طهر التراب السوري.
وبالمقابل طرحت المبادرة المفتاحية لوقف الحرب على سورية.
وعلى جميع السوريين، معارضة وموالاة، أن يتفكروا في المفاضلة بين قبول استمرار العدوان على سورية، أو الوثيقة التي تؤسس لحياة سوريّة جديدة ومتجددة.
وعلى الجميع أن يدركوا أن الإرهاب لا دين له ولا وطن ولا قيم ولا أخلاق. هذه حقيقة لا لبس بها، وما تعانيه سورية هو تبعات الإرهاب فهي من جهة تحارب الإرهاب المنظم والمدرب “بلاك ووتر” ومن جهة أخرى تحارب التكفيريين، ومن جهة ثالثة تحارب الإرهاب غير المنظم الذي وجد في الفوضى المرسومة لسورية التي بشرت بها كوندي وبوش الابن.
إذاً، بيئة الإرهاب في سورية باتت مختلطة، منها ما هو من داخل النسيج السوري وهم الغالبية الخارجة عن القانون وامتهنوا الإجرام ليأكلوا لقمتهم مغمسة بدماء السوريين ومنها ما هو مستورد بعد عمليات تدريب وتأهيل على القتل والتدمير وتفخيخ السيارات وتفجير العبوات الناسفة ومنهم ما هو مدفوع للقتل الأعمى بملء الإرادة التي يتحكم بها من غسلوا أدمغتهم.
ومن يتابع التقرير الصادر عن لجنة الإنقاذ الدولية ومقرها الولايات المتحدة يدرك حقيقة ما يجري، فقد بيّن التقرير أن الاغتصاب هو السبب الرئيس وراء فرار العديد من العائلات خارج سورية إلى دول مجاورة، فعناصر المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية المدعومون من الخارج يمارسون بشكل متكرّر عمليات اغتصاب للنساء والفتيات في المناطق التي يسيطرون عليها كأداة للضغط على الأهالي.
هو الإرهاب يتجسد على أرض الواقع السوري وتسجل عنه تقاريرها منظمات إنسانية دولية.
وعلى الجهات الداعمة للإرهاب والممولة للمجموعات المسلحة داخل الدول أن ترتدع إنسانياً وتمنع تصدير الموت اليومي لسوريتنا.
ويبقى على السوريين أن يختاروا بين حرب مدمرة يمكن أن تحرق الأخضر واليابس، قد تمتد نيرانها إلى جميع أراضي منطقة الشرق الأوسط ومنه إلى العالم، أو أن يحبطوا جميع محاولات الدول الداعمة للإرهاب في سورية من إشعال فتيل الحرب المدمرة.
ميساء نعامة
تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 19/01/2013