الاستعمار هو الاستعمار والعرب هم العرب .. عندما كنا نقرأ في كتب التاريخ حديثه و قديمه، كيف استخدم الاستعمار جميع الأساليب الملتوية والخسيسة لخدمة مصالحه الاستعمارية في المنطقة العربية ونهب الثروات البشرية والمادية، من نابليون بونابرت الذي بدأت حملته العسكرية لاستباحة الأرض العربية بالبسمله، الى أوباما الذي بدأ حملة تغيير العالم بالسلام عليكم.
كنا نتعجب حينها كيف انطلى الدهاء الاستعماري على العرب وكيف استغلوا الدين الاسلامي كنقطة ضعف ضد العرب ، ولطالما كنا نستهزئ من الغباء العربي في فترة الاستعمار القديم.
اليوم.. التاريخ يمر من أمامنا والشواهد على غباء بعض القادة العرب وعمالتهم، على مرمى أنظارنا وبصائرنا ولا نستطيع تكرار الاستهزاء ، لآن البل وصل الى العروبة في عقر دارها، والهجمة الشرسة من أجل الغاء العروبة من الوجود الانساني، وتستجرها الى زمن البداوة والتنقل الدائم، والا ما معنى تكريس مصطلح نازح؟
بعد أن مر زمن من الوعي العربي واليقظة العربية، ترى هل يمكن أن نستسلم بسهولة الى ما يحاك في الخفاء من قبل الاستعمار الجديد الذي يسعى الى تشتيت العرب وشرذمتهم.
السؤال مجيّر لمن يدّعون أنهم أصحاب فكر وثقافة واتضح انهم عبيد المال وزبد أفواههم في شطط دائم خلف الأخضر؟.
عندما تتمرغ وجوه من يمولون ويسلحون ويصدرون الارهاب الى سورية،لا يمكن أن نرى في وجوههم الا السواد و الظلامية، و السوقية والانحدار الأخلاقي والقيمي في تصريحاتهم و تسريبات وثائقهم السرية، وفي أفعالهم، الا القتل والاجرام.
سورية لن تنظر بعد اليوم لهؤلاء ولن تعير ظلاميتهم ودموية خروجهم عن الدين الاسلامي السمح.. بل هي ماضية في الدفاع عن الوطن ومحاربة الإرهاب واقتلاعه من جحوره مهما كانت سماكات الطبقات التي ينزلون بها الى أسفل السافلين. بالتوازي فان سورية تنظر بعين الأسد على أسياد هؤلاء، وفي عمق يقينها القومي والعربي تتطلع الى النصر التشريني الذي سيقلب كل المعادلات .
سورية لن تنظر الى الوراء ، اللهم الا لمحاسبة من سولت لهم أنفسهم ذبحها وقبض ثمن دماء أبنائها. لأن المستقبل بعد المحنة سيكون أبهى وأنظف وأكثر قدرة على العطاء وفق أسس ممنهجة أساسها العقل وعمادها القيم والأخلاق.
ميساء نعامة
تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 01/02/2013