بينما ينشغل العالم العربي بحالة الاقتتال الداخلي والحروب الطائفية ويدمر العرب بعضهم البعض.. يعيد عالم الشمال ترتيب أوراقه وإعادة رسم خارطة الكترونية للعالم الجديد..
الغرب ذر الرماد في عيون العرب، ليشغلهم باقتتال داخلي لا ينتهي مستغلا الغباء العربي الذي يحيّد العقل ويستحضر الوهم.. لكي يتسنى له متابعة الاكتشافات والتطور التكنومعلوماتي الذي يُحكِم من خلاله السيطرة على العالم.
وفق المعطيات الجديدة فان العقل الاستعماري الجديد يفكر في وسائل أكثر فعالية قتالية وأقل كلفة بشرية غربية.
بمعنى آخر بعد أن فرض الغرب عالمه الافتراضي الذي يتيح له التجسس على معظم شعوب العالم الأفراد والقادة، واستطاع عبر هذا العالم الافتراضي أن يدخل الى ذهنية الشعوب وسبر خفايا النفوس من خلال عملية قياس لما يجول بداخل كل فرد من أفراد المجتمعات المختلفة وتفريغه على وسائل التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتويتر وغيرهما.
يستعد للعملية التالية وهي كيفية إغراق عالم الجنوب بالمزيد من العوالم الوهمية وسلخهم عن واقعهم، ما يتيح لهم التحكم بالواقع الفعلي عبر السيطرة على منابع الثروات واستثمارها بما يخدم عالم الشمال فيزيد من تطوره، ويسحب عالم الجنوب إلى التخلف والتبعية والجهل.
وتأسيساً على ما تقدم.. علينا أن نتوقع حروبا من نوع آخر وأعداء من نوع مختلف وجيوشا غير بشريين… لما لا، فالعالم الغربي يشتغل على أرض الواقع والعرب يعمهون في ثباتهم الوهمي .
السياسة الأمريكية تطبخ في هوليود وليس في واشنطن.. قد لا تكون المعلومة جديدة لكن ما يجب أن نتعمق فيه أكثر هذه الأيام التي نرى فيها أن الأفلام الهوليودية بكل ما فيها من إجرام وقتل ، وكل ما كنا نظنه عالما وهميا تكثر فيه أزرار السيطرة التكنولوجية، تطبق اليوم على الأرض العربية.
نستطيع أن نستقرأ أن من وضع سيناريوهات الأفلام الأمريكية هو نفسه من يضع سيناريوهات القتل في رياح الربيع الأمريكي بامتياز…
إذن تجسيد البطل النجم في الأفلام الأمريكية لم يكن عبثيا على الإطلاق فهو تجسيد دقيق لأحادية حكم العالم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وعملية تنييم العالم في وهم الافتراضي، وهو آلية وجدناها في الدراما الهوليودية، واستغلال نجومية أبطال الدراما في هوليود لأغراض سياسية وضحت بشكل فاضح عندما كان جورج كلوني عراب تقسيم السودان الشقيق..
وعندما أصبحت أنجلينا جولي، الأم الرؤوف للهاربين من سورية باتجاه المخيمات التركية ، ما زاد في انتشار البغاء والفقر والاغتصاب وغيرها من الموبقات.
وكانت الشيفرة الأساسية لأحد أفلام جورج كلوني ” فقدان الأمان” .
مجمل الحديث يمكن اختصاره بالقول: بإن السياسة الهوليودية هي مخبر التجارب ونحن العرب الحقل الخصب لتجاربهم، فهل ندرك هول ما يخطط لنا؟
فهل نصحوا قبل فوات الأوان؟ سؤال برسم من يبثون السموم الطائفية ويحرضون على قتل العربي لأخيه العربي، بينما العدو ينتشي بتفرغه لتطوير نفسه وإعداد العدة المتطورة للقضاء على الأثر العربي.
ميساء نعامة
تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 20/07/2013