الغطاء العربي.. لشرعنة الاجتياح الاستعماري

تتسارع الأحداث بين زيارة أوباما إلى منطقة الشرق الأوسط.. وإجماع الائتلاف التالف الذي لم يأتلف ولن يتآلف إلا وفق الأجندة الأمريكية، على اختيار هيتو رئيساً لحكومة المنفى، وقرار وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية على تأمين الغطاء لمن يسلّح ويمول ويصدّر الإرهاب إلى سورية، كل هذا يتوافق مع تجرّؤ المجموعات الإرهابية على استعمال أسلحة ممنوعة دولياً داخل الأراضي السورية.
وما يُحضَّر للوطن العربي من ويلات وأهوال وتفتيت وإعادة استعمار جديد للمنطقة سيشرعن عبر قمة الدوحة المقبلة بالتنسيق مع أكبر منظمة صهيونية في العالم “الإيباك” المنظمة التي تسيطر على قرار الكونغرس الأمريكي.
سورية لا تدافع عن الدولة السورية وحسب بل أن الحرب التي تخوضها هي دفاع عن الوجود العربي بكل مكوناته الحضارية والروحية والتراثية والذاكرة والتاريخ سواء ذلك التاريخ الذي يكتبه المنتصرون أو المهزومون لا فرق؛ لأنه إذا سقطت سورية سقط معها الوجود العربي كله ولا يمكن لأحد أن يكتب التاريخ ويحفظ التاريخ فالحرب اليوم ستنتهي إما بزلزال تصل ذبذباته المدمرة إلى أنحاء الكرة الأرضية أو إلى طاولتي حوار عقلاني؛ الأولى: دولية، والثانية: سورية.
وحده الجيش العربي السوري القادر على حسم المعركة، كما أن الحوار على الأرض السورية وحده الكفيل ببلسمة الجراح والتأسيس لدولة سورية متجددة.
سورية كانت وما تزال المخرز الحاد الذي يدمي عين الاستعمار جديده وقديمه، وعندما تصبح سورية المحور الذي يحمل الفكر العروبي والفكر المقاوم للوجود الاستعماري المتمثل بالمستعمرة الإسرائيلية، لابد وأنها تدرك حجم المخاطر التي تحيط بها من القريب العربي قبل العدو المزروع بقربها.
العالم اليوم بات مشغولاً بشكل علني بإيجاد حل سلمي عبر الحوار وإنهاء حالة الحرب، ويعقدون المؤتمرات ويعلنون عن مفاوضات، ويسعون إلى تصالحات، لدرجة أن أوباما تحرك باتجاه الشرق الأوسط ليعاين على أرض الواقع إمكانية الخروج من أزمتها عبر طريقين لا ثالث لهما: إما الإصرار على تفتيت سورية وزج المنطقة في حرب مدمرة عبر إسرائيل، أو الخروج بماء الوجه عبر اختيار دولة عربية أخرى كبش فداء لأمريكا.
هذا بالعلن؛ أما بالخفاء فجميع الدول شريكة في الحرب على سورية، والجميع ساهم في تصدير الإرهابيين وتسليحهم ليقاتلوا على الأرض السورية ولينفّذوا وصية هرتزل: التفتيت ثم التفتيت ثم التفتيت.
فهل نجد على كوكب الأرض من يحكّم لغة العقل والمنطق ويلفظ لغة الدمار والطائفية والقتل المجاني للإنسانية العربية؟!.

ميساء نعامة

تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 23/03/2013

Scroll to Top