لطالما ارتدى الاستعمار القديم والجديد، عباءة الدين الإسلامي من أجل استباحة الوطن العربي بعد تفتيته.
المشكلة لا تكمن في العدو الاستعماري، بل فيمن باعوا أنفسهم ودينهم وعقيدتهم وسلخوا جلودهم العربية من أجل حفنة دولارات ستحرقهم في الدنيا والآخرة.
عندما أفلست المجموعات المسلحة على الأرض السورية، اجتمع مشايخ الفتنة ضمن مؤتمر، والمسميات جاهزة وتحت الطلب والعناوين كثيرة ومتعددة، إلا أن الهدف واحد وواضح تدمير سورية من الداخل والحجة الدعوة إلى الجهاد!
لا يمكن للمرء أن يتصور وهو يقرأ عن الصهيونية العالمية وأهدافها وغاياتها وشعارها المعروف “فرق تسد” أن تُطبق اليوم الوصايا الصهيونية بحذافيرها بلسان وأيدٍ من المفترض أنها عربية.
شيوخ الفتنة عقدوا مؤتمرهم في القاهرة التي تحولت من عاصمةِ أعرق دولة عربية إلى عاصمة المافيا الصهيونية بغطاء إخواني.
لم يعد الحديث عن أولى القبلتين وثالث الحرمين، وإلغاء معالم المسجد الأقصى وقبة الصخرة وتدنيس الصهيونية للمقدسات العربية، يستسيغ مسامع من يأتمرون ويؤتمرون، بل إن كل ما يحصل من دعوة للجهاد في سورية، لكي تتم عملية تصفية القضية الفلسطينية وما سيستتبعه من عمليات هدم وتحريف وتزوير للمقدسات العربية في فلسطين المحتلة واستلاب التاريخ العربي ونسْبه إلى الدولة الإسرائيلية.
هي الحقيقة الموجعة التي يجب أن نعترف بها، فلسطين، تاريخها ومقدساتها وخيراتها تستلب أمام مرأى العالم ومشايخ الفتنة يفتون بالجهاد في سورية ويحللون أكل لحم المسلم لأخيه المسلم.
وبعد، هل من يقظة شعبية حقيقية تزيل الرمد الربيعي، وتفتح العقول والقلوب باتجاه العدو الأزلي للأمتين العربية والإسلامية؟!
سؤال لن يدرك أهميته ولن يفهمه إلا من شرب من نهر بردى وتدمشق في الشام.
ولمن لا يعرف دمشق عليه أن يزورها ويتوقف عند ساحة بني أمية..
أول ما يلفت نظر الزائر، شموخ السيف الدمشقي منتصباً مقابل جبل قاسيون الراسخ أبداً دون أن يترنّح أو يتزحزح قيد أنملة عن وظيفته الأبدية في حماية الشام وأهل الشآم من غدر الغزاة على مرّ العصور والأزمان..
وعلى الجميع أن يعلم إنه من دمشق بدأ التاريخ وبدأت الحياة البشرية، وفي دمشق دُفن المستعمر، وعلى أرض دمشق وُجدت الحضارات ومنها سينطلق عصر دولي جديد يرسم للعالم خرائطه الجديدة وتحالفاته الجديدة.
إنها دمشق وسيفها المنتصب شامخاً مختالاً منبئاً بعصر جديد، يغازل قاسيون قائلاً:
لن نركع ولن نلين لأن للشام قائداً يمسك السيف بيد والوردة الدمشقية بيد، ويقف كالطود الشامخ على قمة قاسيون.. لعل الرسالة تصل لمن في رؤوسهم عقل.
ميساء نعامة
تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 22/06/2013