سؤال مشروع لجهة أن أمريكا تلوّح بالحرب على سورية وكما هو معلوم تاريخياً والشواهد ما تزال حيّة في اليابان وفيتنام وصولاً إلى الفلوجة في العراق وليس انتهاء بغزة الفلسطينية ضحايا النووي والكيماوي الأمريكي. وعندما تلوّح أمريكا بالحرب يعني أنها لن تستبعد من حساباتها ضربة كيماوية..
إذاً، ماذا لو استخدمت أمريكا الكيماوي؟ هل ستُعاقب أم أن الأمر سيمرّ كما مرّ منذ عقود على حربها المدمرة على اليابان وفيتنام. أمريكا تهدد بالحرب على سورية، لمجرد اشتباه لم تثبت الأدلة الدولية أن الدولة السورية استخدمت الكيماوي ضد شعبها؛ بل على العكس تماماً جميع الأدلة تؤكد أن العصابات الإرهابية المسلحة المدعومة غربياً وأمريكياً هي من استخدمت الكيماوي، بجميع الأحوال تتصرف أمريكا وكأنها الحمَل الوديع الذي من المفترض أن نصدقه رغم شلالات الدماء المتدفقة من بين أنيابه المقرفة. أجل علينا أن نصدق أن أمريكا تخاف على مصلحة الشعب السوري، وهي التي سخّرت للعصابات الإرهابية جميع الوسائل المتاحة وغير المتاحة المحرمة وغير المحرمة دولياً من أجل تفتيت الشعب السوري وارتكاب أبشع المجازر بحق أبنائه. أمريكا هي من عاقبت الشعب السوري ومنعت عنه حتى أساسيات الحياة: من دواء ومواد طبية ضرورية، وحاربت الشعب السوري بلقمة عيشه. أمريكا هي من حشدت جيوشاً من العصابات الخارجة على القانون لتقتل الشعب السوري، وهي من خطط ورسم الخرائط لشرق أوسط جديد سيكلف العرب ملايين الشهداء.. أمريكا هي من أمدت إسرائيل بالأسلحة المحرمة دولياً لكي تقتل بها الشعب الفلسطيني في غزة.
الحقيقة، إن ثوب الحمَل لا يليق بأمريكا وقادتها الذين بنوا مجدهم على أنقاض الهنود الحمر. ومن مصائب الدهر أن يرى البعض أن الولايات المتحدة الأمريكية، هي الحمل الوديع الذي يخاف على الشعب السوري وسيخوض حرباً ضروساً كرمى لعيون السوريين. كفاكم جهلاً أيها الأعراب فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب. فتش عن إسرائيل وأمريكا في مصائب الشرق الأوسط، لا يستطيع أحد أن ينكر هذه المقولة أو أن يقول عن مطلقيها بأن شأنها شأن نظرية المؤامرة؛ تلك النظرية التي أصبحت جوفاء بالية عند عرب لا يستطيعون رؤية الحقيقة، فالدولار الأمريكي أعمى بصيرتهم وبصائرهم، أما النظرية ذاتها أي المؤامرة، فهي عند منتجيها ما تزال تحظى باهتمام كبير، بحيث تعيد إنتاجها وتجدد معالمها مع اختلاف تسمياتها، كمثل الشرق الأوسط الكبير أو الجديد أو الربيع العربي أو إسرائيل اليهودية، تختلف المسميات بحسب الحاجة لتدمير العروبة والإسلام. أما برأي المتنورين من أصحاب العقول العربية التي ما تزال تنبض بالعلمية والعملانية أن ما يحصل في الشرق الأوسط هو عملية تدمير للعروبة والإسلام وإعادة رسم الخرائط وفق مصالح العقلية الاستعمارية الجديدة، مهما اختلف العالم على التسميات، أصلاً، المطلوب هو الاختلاف والغرق في توافه الأمور لكي يمر المشروع الصهيو- أمريكي بغفلة عن العرب، لذلك قلنا فتش عن إسرائيل وأمريكا واستبقنا إسرائيل لأن الغاية والهدف أمن إسرائيل والقضاء على أية قوة في المنطقة يمكن أن يهدد أمن إسرائيل ومشروعها التوسعي.
ومع ذلك ما زال البعض لا يريد النظر إلا بعينه الحولاء، ويتهم من يرى بعينين اثنتين سليمتين أنه يؤمن بنظريات بالية.
هي الحرب إن حصلت لن نسلِّم سوريتنا على طبق من فضة كما يفعل الخونة السوريون في الخارج، بل سنفعل كما فعل البطل يوسف العظمة وسنقاتل حتى آخر نقطة دم في عروقنا.
ميساء نعامة
تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 31/08/2013