هستيريا الإرهاب.. وحكمة الدولة السورية

المراقب للمشهد السوري من الداخل .. وللمشهد العالمي من منظار الداخل السوري يدرك تماما أن هناك انتصارات كبيرة تتحقق على الأرض السورية ضد الارهاب المتعدد الجنسيات والمتعدد الانتماءات …
أما على صعيد المشهد الدولي والاقليمي فهناك فشل ذريع لما يسمى الجامعة العربية في استجرار التدخل العسكري في سورية .. وهذا الفشل ليس كرمى لعيون السوريين ، بل لأن الولايات المحتدة الأمريكية تدرك وتفهم جيدا مالم يقرأه بعض الأعراب في كلمات الرئيس الأسد من رسائل يفهمها الأسياد ويعجز عن فهمها العبيد.
فالولايات المتحدة الأمريكية تدرك تماما أن الحرب على سورية يعني اشعال منطقة الشرق الأوسط والنيران قد تصل لتحرق العالم بأسرة.. لأن سورية بوابة الشرق ومنها بدأ ت الحضارات واذا أصابها مكروه أصاب الحضارات العالمية بمقتل…
وبعد! فان التصعيد الارهابي الذي تشهده عاصمة التاريخ، ما هو الا ارتدادات لخيبات وفشل العبيد الذين يحركون أدواتهم الارهابية على الأرض السورية من تحقيق أهدافهم في الداخل السوري أو استجرار التدخل العسكري الدولي …
والمراقبون يتابعون كيف تتخبط العقول التي وضعت المخطط المحكم لتفتيت سورية وانهاكها من الداخل والانقضاض عليها من الخارج بعد اضعافها….
قد تكون تلك العقول الاستخباراتية ” الأمريكية والصهيونية” وضعت في حسبانها جميع الاحتمالات، لكنها لم تضع في احتمالات فشل مخططها عدة نقاط أساسية:
أولها صمود الشعب السوري.. وثانيها قوة العقيدة للمؤسسة العسكرية في الدولة السورية.. فالجيش العربي السوري أظهر صلابة وبطولة قل نظيرهما في جيوش العالم قاطبة..
أما ثالثها فهو الحكمة والحنكة وقوة الارادة ورجاحة العقل والذكاء والقدرة المبرمجة على كشف المخطط الصهيو أمريكي وتطويق أهدافه ونتائجه من قبل الرئيس الأسد الذي لم يرف جفنه أمام هول المخطط فانهار مخططهم وما يزال الأسد يشمخ بشعبه وجيشه ودولته القوية…
اذاً : واضعوا مخطط تدمير وانهيار الدولة السورية وضرب قلب المقاومة وقلب العروبة أصيبوا بضربة قاضية تلقوها من تلاحم الشعب والقائد والجيش .. ففشل مخططهم وهاهم يتخبطون ويبحثون عن مخرج لخيبتهم.. عبر اثارة موضوع الأسلحة الكيماوية تارة وعبر البحث عن مناطق عازلة أو التهديد بالحظر الجوي، أو أن الرئيس السد فقد شرعيته.. وكل هذه الترهات لتغطية فشلهم ولعدم قدرة أصحاب المخطط الجهنمي من لملمة فشلهم في تصنيع معارضة خارجية، او اسقاط الدولة السورية او حتى احداث شرخ طائفي بين ابناء الشعب السوري المنسجمين في حياتهم السورية التي تزداد جمالا مع تنوعهم الفريد.
والمطلوب اليوم من الدولة السورية القضاء على المجموعات الارهابية الموجودة في سورية ، ومنع وصول هذه المجموعات من الدول المجاورة .. بالتوازي مع توعية الشعب السوري واعادة من احتضن الارهاب الى جادة الصواب.. والتحاور الفاعل مع جميع شرائح المجتمع،لاسيما بداخل البيئة الهشة التي استغلها من أرادوا الشر والدمار لبلدنا الحبيب سورية.

ميساء نعامة

تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 04/05/2013

Scroll to Top