هل سيترشح القائد بشار الأسد للانتخابات الرئاسية؟ سؤال أرّق الأعداء وأصابهم بهستيريا خرجت عن أصول الحوار والأدب واللياقة الأخلاقية وجيّشوا ماكيناتهم الإعلامية بمختلف مكوناتها وانتماءاتها بعلنية ارتباط إداراتها بالصهيونية العالمية أو بسرية هذا الارتباط من أجل قلب الحقائق والإساءة بشكل مباشر لشخص السيد الرئيس ولم تترك في معركتها الخاسرة حكماً وسيلة من التضليل وتشويه الحقائق إلا واستعملتها.
أطل الرئيس الأسد في مقابلة أجرتها معه وكالة الصحافة الفرنسية واستبق جنيف2 وأعلن بطريقته الهادئة والحكيمة أن الاحتمال الوحيد في المعركة ضد الإرهاب هو الربح لأن خسارة سورية لهذه المعركة تعني فوضى في الشرق الأوسط. وقالها الرئيس الأسد إنه لن يتأخر ثانية إذا كان في سورية مزاج عام ورأي عام ورغبة شعبية لترشحه.
الحقيقة، إن استطلاعات غربية ومحلية من عدة جهات أهلية وإعلامية شبابية أظهرت أن شعبية الرئيس الأسد ازدادت خلال فترة الحرب على سورية أضعافاً مضاعفة لأن الجماهير الشعبية ترى في شخصه المنقذ الوحيد من انتشار الفكر التكفيري في ظاهره والفكر الصهيوني في باطنه. ولأن ما يتمتع به الرئيس الأسد من صلابة وقوة جعلت منه القائد الشجاع الذي وقف في وجه العالم الذي أرسل لنا عصاباته متسلحاً بالفكر التكفيري ومارس أبشع أنواع الإجرام بحق الشعب السوري.
إضافة إلى ما تقدم فإن الشعب السوري يلتقط الإشارات ويفهم مابين السطور، فقد كشف زيف سكان الفنادق الباريسية الفارهة، كما رفض تباكي من أرسل لنا مساعدات إنسانية فيها ما فيها من الأسلحة التي تفتك بالشعب السوري وتدمر مكوناته، كما أن غالبية الشعب السوري رفض أن يكون أداة مطواعة في يد الغرب من أجل تدمير سورية.
إذن، هي رغبة جماهيرية عارمة في إعادة انتخاب القائد بشار الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية ولا ترى إلا هو المرشح الوحيد لهذا المنصب الذي يليق بالرئيس الأسد كما يليق سيادته بسورية العظيمة سورية التاريخ والحضارة.. سورية الثقافة والفكر المتنور والمنفتح على الآخر من بوابة التلاقي الحضاري.
هذه الرغبة استشعرها الرئيس الأسد وأعلن عن ترشحه للانتخابات القادمة التي سيدخلها بقوة الشعب بينما يخشى صناديق الاقتراع من عملوا كل الوقت على اللعب بورقة الشعب من أجل مصالحهم الضيقة التي تتيح لهم خدمة أسيادهم الذين يدفعون لهم فواتير رفاهيتهم على حساب الدم السوري.
وبعد! عندما يحشد الغرب كلّ هؤلاء المؤتِمرين والمؤتَمرين في قاعة كبيرة، متخفّين خلف فزّاعات مهلهلة متهالكة متهاوية ومشتتة ومرتهنة.. يحق لنا أن نسأل ماذا يخفي الغرب وأية لعنة ستلحق بالعرب جراء هذا الاجتماع؟ سيما وإنه كلما أظهر الغرب اهتماماً بالعرب وخوفاً على مصالحهم وسورية في القلب العربي، كلما شعرنا بوخزة بالقلب تنبئ عمّا هو أفظع.
لا يمكن لعاقل أن يقتنع بأن الاجتماع الدولي هذا “جنيف2” يأتي لمصلحة الشعب السوري لأن الحل أسهل بكثير من أن يتم له كل هذا الحشد الدولي فالحل ببساطة شديدة يكمن بوقف تدفق الإرهاب إلى الأراضي السورية من كافة أصقاع العالم وبعدها لن يعجز السوريون عن حل مشكلاتهم في الداخل السوري.
لكن ما يريده الغرب أكبر من إعادة تقاسم منابع الثروات الطبيعية وعلى رأسها الغاز المتدفق على شريط البحر المتوسط، المطلوب اليوم تدمير وتفتيت الوجود العربي من خلال صهينة الإسلام وصهينة العروبة.
ومتى فُرط عقد العروبة والإسلام انتهت مشكلات إسرائيل وأمريكا وعلى مهل سيبسطون سيطرتهم على جميع الأراضي العربية ويتصرفون بما على الأرض العربية وما في باطنها.
والسؤال لماذا يرعب الغرب ترشح القائد بشار الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية؟ السؤال ببساطة لأن مراكز أبحاثهم وجواسيسهم في سورية ومراكز الاستطلاع العالمية أخبرتهم بأن الرئيس الأسد يحظى بجماهيرية عالية وأنه سيحصل على أعلى نسبة لأصوات السوريين هذا من جهة.
أما السبب الأهم لخوف الغرب من بقاء الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية، هو يقينهم بأن بقاء الأسد يعني الفشل الحتمي للمشروع الصهيوأمريكي.
من هنا نفهم قوة الوزير المعلم عندما تحدى كيري مخاطبا إياه: “لا يحق لأحد في العالم عزل الرئيس الشرعي باستثناء السوريين”.. ولعل امتعاض الوزير كيري وعصره لوجنتيه أمام رفع الوزير المعلم سبابته مهدداً العالم كله، هو دليل على عجز العالم الاستعماري بعد ثلاث سنوات من كسب معركة ولو كانت صغيرة فكل ما قيل ويقال عن سيطرة عصابات العالم الإرهابية على مواقع سورية هو من وحي نسج خيال الغرب الافتراضي والوهمي.
هي المعركة الدبلوماسية السورية كسبها الرئيس الأسد على الأرض الغربية بعد أن كسب المعركة على الأرض السورية ويبقى الاستحقاق الرئاسي السوري هو المعركة الفاصلة لبقاء الشرق الأوسط أو دماره عبر زلزال يبدأ من سورية ولا ينتهي عند أعتاب الولايات المتحدة الأمريكية.
ميساء نعامة
تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 25/01/2014