بعد ثلاث سنوات ونيّف من العدوان على سورية، ما يزال الرئيس بشار الأسد يسير بمفرده في أي مكان يتفقده، وما يزال يستقبل زواره بفائض المحبة، والابتسامة لا تفارق وجهه الصبوح وكأنه يبعث لجميع السوريين رسائل اطمئنان بأن عودة الأمن والأمان إلى سورية هي في سلّم أولويات مؤسسة الرئاسة السورية.
وما يزال الرئيس بشار الأسد يتنقل في أرجاء سورية ويقود سيارته بنفسه ويصافح أبناء سورية ويتهافت على مصافحته أبناء الشعب السوري أينما زارهم في مدارس الطلاب وجامعاتهم، في مواقع المعركة مع أفراد الجيش العربي السوري في مواقع التخريب مع عمال الكهرباء، مع رجال الدين في الكنائس والجوامع، مع جرحى الجيش العربي السوري في مشافي القطر، مع أبناء وبنات الشهداء، مع أطفال ونساء وشباب وشيوخ سورية في مراكز الإيواء.
يقود سيارته الخاصة بنفسه ويجوب المناطق السورية والمحافظات السورية يدخل إلى المناطق الساخنة ويعاين بنفسه حجم الدمار الذي خلّفه الإرهاب الأسود على مدى ثلاث سنوات ونيّف من عمر العدوان على سورية.
وفي خضم الحرب على سورية يظهر القائد بشار الأسد بكامل الهدوء والاتزان وأناقة الرئيس، وإلى جانبه السيدة أسماء الأسد في مركز انتخابي وسط دمشق بمشهدية تعكس الوجه الحضاري لدمشق وعنفوانها وأصالة تاريخها وصلابة تشابك وتشبيك العروة الوثقى بين القائد والشعب والجيش العربي السوري.
الرئيس الأسد طوال فترة العدوان على سورية حتى في عزِّ تهديدات الولايات المتحدة الأمريكية بالضربة العسكرية لسورية، ظهر على شاشات التلفزة بلباسه المدني وأناقته المعهودة البعيدة عن الترف الفارغ، وابتسامته الحانية ورباطة جأشه وصلابة أعصابه وثقته الكبيرة بالنصر والانتصار على العدوان مستنداً إلى قوة الحق ومن كان مع الحق كان الله معه فلا قوة تستطيع أن تتغلب على قوة الحق.
مع بدايات العدوان على سورية، في صورته الإعلامية ومن ثم في الاعتداءات الإرهابية على مؤسسات الدولة والمواطنين الآمنين وليس انتهاء باستقدام المجموعات الإرهابية المصنّعة والمدرّبة والمجهّزة بأحدث فنون القتال والعتاد، بقي الرئيس بشار الأسد صامداً شامخاً واثقاً من النصر، بينما سقط المتخاذلون والجبناء في مستنقع الانشقاقات والهروب وبيْع أنفسهم برخص الدولار العفن برائحة البترول الخليجي.
أما الأغلبية الساحقة ممّن صمدوا وواجهوا الإرهاب في الداخل السوري، أو حتى أولئك الذين هجّرتهم المجموعات الإرهابية المسلحة من بيوتهم وأراضيهم وسرقوا أرزاقهم وشردوهم ودمروا منازلهم ولم يسلم من بطشهم المغولي لا البشر ولا الحجر.. فقد صمّموا وأتوا من جميع البلدان وتحدّوا جميع رسائل التهديد والوعيد وانتخبوا القائد بشار الأسد كردّ الجميل لقائد أبى أن يترك قمرة القيادة ويترك شعبه لمهبِّ رياح الإرهاب الأسود. ولأن الشعب السوري بغالبيته، أدرك أن انتخابه للدكتور بشار الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية، إنما ينتخب قائداً فذاً استطاع أن يضبط إيقاع المعركة ويبعد أصوات النشاز عن سورية والوطن العربي، كما أن الشعب السوري أدرك أن القائد بشار الأسد هو الضامن الحقيقي والحافظ الأمين لأسباب وجود الأمتين العربية والإسلامية.
والشعب السوري على يقين بأنه لو وُضعت صناديق اقتراع للشعب العربي فإن الطوفان البشري الذي شهدناه في لبنان والأردن كان سيتحول إلى تسونامي بشري تشارك فيه الشعوب العربية من الماء إلى الماء وتنتخب قائد الأمة العربية الدكتور بشار الأسد.
إذن، مشهد الانتخابات الرئاسية في سورية، أصاب الأعداء بهستيريا أضحكت الشعب العربي السوري من القلب واستذكروا ما قاله سادتهم بأن أيام الأسد معدودة وأن الارتباط المقدس بين القائد والشعب والجيش العربي السوري سينفرط.
وما زاد من صمود الشعب السوري أن كل من راهن على سقوط سورية الوطن وقائد الوطن، منهم من قضى ومنهم من ينتظر نحبه وأن اللعنة السورية ستطال كل من راهن وشارك وساهم في العدوان عليها.. فهل من متّعظ؟.
ميساء نعامة
تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 14/06/2014