الرؤساء القادة (6 – 15) المواطن العربي السوري بشار الأسد

لمَع نجمُه منذ العام 1994، وهو طبيب العيون الناجح والملتزم بواجبه الوطني تجاه أبناء الشعب السوري، أجرى العديد من العمليات العينية النوعية، وتعاطف مع العديد من الحالات الإنسانية أثناء خدمته العسكرية في مشفى تشرين العسكري، تنبئ عن أصالة تربيته البيتية المتصلة بمنظومة أخلاقية وقيمية اكتسبها من والدته السيدة الفاضلة أنيسة مخلوف سليلة عائلة عُرف عنها الكرم والجود وإغاثة الملهوف ومقارعة الفرنسيين.
 ولأنه ابن الرئيس حافظ الأسد تحمّل مسؤولية مضاعفة في تحصيله العلمي والمعرفي وفي تفانيه في خدمة الوطن وأبنائه، فأصبح بشار الأسد الأنموذج الراقي والنادر لأبناء المسؤولين في سورية.
في منتصف التسعينيات من القرن الماضي بدأ شغف المجتمع السوري لامتلاك لغة المعلوماتية، ولأن المواطن بشار الأسد قريب من مجتمعه السوري، استطاع أن يحوّل الشغف باختراق عالم تكنولوجيا المعلومات إلى حالة عملية تدخل في جميع مجالات الحياة السورية.
كيف لا وهو العارف بفنونها ونُظمها وآليات تطبيقها لتصبح أكثر فائدة في تسهيل وسرعة امتلاك المعلومة ونشرها وتوسيع نطاق عملها وإدخالها في جميع العمليات الحكومية، ما جعله أقرب إلى شريحة الشباب وملامساً لتطلعاتهم الجامحة إلى التطوير والتحديث.
فعندما انتُخب رئيساً للجمعية السورية للمعلوماتية عمل على نشر نُظمها وتطبيقاتها وكان هاجسه إدخال الحاسوب إلى كل الدوائر الحكومية وحتى إلى كل منزل، فقد بدأ يدرك أن المجتمع السوري يجب أن يتماهى مع حركة التطور العالمية بما يخدم الحفاظ على الهوية العربية والارتقاء بالفكر الإسلامي والعودة به إلى جذوره ومنابعه الأصيلة ونفض ما لحق بالفكر الإسلامي من اجتهادات حوّلته إلى إسلام سياسي بفعل الاستعمار.
مواكبة التطور وحماية الإسلام والعروبة، القرب من أبناء الشعب السوري كانت الحوامل الأساسية التي أكسبت المواطن العربي السوري بشار الأسد جماهيرية قوية في الشارع السوري الذي كان تواقاً للوصول إلى مفاتيح فائض العلم والمعرفة.
من العام 1994 إلى العام 2000 اختزل المواطن السوري بشار الأسد عشرات السنين من التدريب العسكري، والسياسي والدبلوماسي وحصل من والده القائد حافظ الأسد على جميع الأسرار والمفاتيح للسياسة والاقتصاد والتكتيك العسكري والخبرة الوطنية والعربية والقومية التي راكمها الرئيس حافظ الأسد عبر سنوات طويلة من النضال والكفاح والبناء واستخلاص العبر من القراءة التاريخية ليسلّمها أمانة صعبة حملها بكل اقتدار الابن البار بشار الأسد.
امتلاكه للخبرة والأسرار آتت أكلها في لبنان الشقيق وتحديداً في العمليات النوعية التي مهدت لانتصار المقاومة اللبنانية وتحرير الجنوب اللبناني في 25 أيار للعام 2000 بعد 22 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي أهّله لحمل لقب القائد بشار الأسد بجدارة الشجعان.
كما أن الوضع الداخلي في سورية كان بحاجة إلى بصمات القائد العارف بتفاصيل ما يعانيه الشعب السوري من قصص الفساد الإداري والسياسي، الأمر الذي جعله يفتح العديد من ملفات الفساد وتحويل العديد من المسؤولين إلى القضاء من بينهم وزراء ورجال دولة واقتصاد، ما أكسبه ثقة الشعب ووجدوا فيه مؤهلات القائد الأمين على القضايا السورية والعربية.
أكسبته مدرسة القائد حافظ الأسد الكثير من القيم الوطنية والسياسية والعقائدية، فقد انتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي في سنوات مبكرة من عمره إيماناً منه بأن البعث ليس مجرد تنظيم سُكب بقالب سياسي جامد، بل هو قضية بحجم الوطن ورسالته منفتحة على جميع أبناء الوطن ولخدمة القضايا الجماهيرية والعربية والإسلامية.
في وقت قياسي سطع نجم المواطن السوري بشار الأسد، الشاب الأنيق المظهر والمضمون الغني بالفكر والتراكم المعرفي ما جعله يمتلك قدرة العارف والمتمكن من الحوار والتحاور والدخول في أدق التفاصيل للوصول إلى نتيجة فاعلة.
حضوره الاجتماعي الأنيق لم يتناقض مع حضوره السياسي والعسكري فالعلم والأناقة والحضور الآسر والتميز العسكري كل لا يتجزأ من شخصية قائد أجمع معظم المحللين السياسيين والمفكرين وكل من جالسه ودخل معه في حوار شامل، بأنه القائد الذي امتلك حكمة الشيوخ وعنفوان واتقاد الشباب.

ميساء نعامة

تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 26/04/2014

Scroll to Top