المنهجية السورية وُضعت على الطاولة، فالوضوح سيد السياسة السورية.. ومن يلعب تحت الطاولة لا يمكن للشعوب أن تراه بل يبقى في أسفل السافلين..
شجاعة السياسة السورية أنها وضعت أوراقها الممنهجة المرتبة والمنسّقة والمدمغة بالأدلة والبراهين والمشرّحة للمشكلات والواضعة للحلول على سطح الطاولة، الأمر الذي أربك من لا يجيد اللعب إلا تحت الطاولة.
الأوراق السورية واضحة للعيان: حماية السيادة السورية والحفاظ عليها من كل شر داخلي أو خارجي يريد النّيل من وحدة أراضيها وسيادة قراراها وحماية مستقبلها وحاضرها وماضيها تاريخها وحضارتها وإرثها الثقافي..
كما أنها أعدت العدة لخوض الحروب ضد كل من يحاول المساس بالسيادة السورية وجميع مقومات وجودها، فالجيش العربي السوري هو من خاض حرب تشرين التحريرية عام 1973 معلناً النصر على العدو الصهيوني وكسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
وهاهو اليوم يخوض معركته المصيرية والوجودية ضد الإرهاب الدولي الذي صدّرته إلى سورية ووضعت خططه أكبر دول العالم: من الولايات المتحدة الأمريكية إلى فرنسا وبريطانيا مروراً بالسعودية وقطر وتركيا بأدوارهم القذرة في تمويل وتمرير المشروع التفتيتي والتقسيمي لسورية والوطن العربي.
الجيش السوري والجيش العراقي ولاحقاً الجيش المصري يدافعون ويدفعون خطر الإرهاب عن الأمتين العربية والإسلامية ويحفظون البقاء للعرب والإسلام.
كما أن السياسة السورية الواضحة شرّحت المشكلات التي يعاني منها الشعب السوري ولبّت مطالب الشعب السوري من خلال إصدار حزمة تشريعات تضمن لسورية نهضة تشمل جميع مرافق الحياة السورية؛ وهذا ما لم يرُق لواضعي المخطط الإرهابي فاستقدموا الإرهاب التكفيري من جميع أنحاء العالم الذي بدأ ينهش في الجسد السوري وأول بداياته تخريب وتفتيت البنى التحتية للدولة السورية وهو ما تواجهه الدولة السورية بصرامة لقطع دابر الإرهاب ومواجهته أينما وُجد.
وعلى الصعيد الدولي أصرّت سورية على دخول المفاوضات الدبلوماسية رغم قزامة الخصم المفاوض ورغم يقينها بأن من تفاوضهم هم مجرد أُجراء لسادة الإرهاب الذي يُصدّر إلى سورية؛ إلا أنها أرادت بوجهها الحضاري والدبلوماسي الراقي أن تضع الحصى في أعين العدو وتعرّيه أمام الرأي العام العالمي وهو ما تحقق عبر وفد الجمهورية العربية السورية المفاوض في جنيف2.
اليوم؛ بات الحديث عن معركة يبرود يستحوذ على اهتمام جميع وسائل الإعلام باعتبار أن منطقة يبرود السورية هي آخر معاقل المجموعات الإرهابية المسلحة..
لكنّ الأعين تترقب ما يحصل بل ما يُعدّ في المنطقة الجنوبية وتحديداً على الحدود السورية الأردنية وما يجري من تسخين هادئ لتلك المنطقة، ولاسيما أن الراعي الأمريكي اتخذ أثناء مفاوضات جنيف2 قرار التسليح للإرهابيين الذين يسعون لتدمير سورية.
على ما يبدو وحسب التقارير والمعلومات المسربة أن الأسلحة وصلت بالفعل وأن ما يعدّ ويسخّن لمعركة الجنوب قد يقود المنطقة بكاملها إلى حرب محسوبة البدايات لكنها غير محسوبة النتائج…
ويرى محللون أن معركة يبرود ما هي إلا مقدمة للمعركة الحاسمة في المنطقة الجنوبية من سورية، وتأسيساً على هذا التحليل فإن الجيش العربي السوري يعدّ العدة والعتاد لتطهير سورية من الإرهاب وارتداد هذا الإرهاب الأسود على دول الجوار التي ستستنجد بأكاديمية الجيش العربي السوري علّها تجد مخرجاً للسمّ الذي أذاقته للشعب السوري.
خلاصة القول: سورية بوضوح رؤيتها السياسية وصلابة قيادتها وقوة جيشها ستضيف لقواميس العالم معاني جديدة عن السيادة.
ميساء نعامة
تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 22/02/2014