ورثة شارون.. يتقاسمون خيبة إجرامهم

مات الإرهابي لكن جرائمه ما تزال الشاهد الحي على مسيرة من الإجرام المتوارث عبر أجيال قادة الكيان الإسرائيلي..
لقد حطّم شارون الرقم القياسي في الإبادة الجماعية والقتل دون هوادة في حق العرب.. مات الإرهابي، إلا أن سجله الحافل بالجرائم لا يمكن أن يموت وتلامذته اليوم يعيثون إجراماً وقتلاً وتنكيلاً بالشعب السوري..
قد يسأل القارئ وما علاقة ما يحصل اليوم في سورية بالكيان الصهيوني؟!..
السؤال مشروع والإجابة عنه لا تحتاج إلى مجلدات بل إلى قليل من التحليل الموضوعي: لطالما كانت سورية القلعة المحصنة التي وقفت في وجه الوجود الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية، فلا الخيار العسكري نجح في اختراق القلعة، بل لقد مُني العدو الإسرائيلي بهزيمة 73 وتتالت هزائم العدو الصهيوني على يد المقاومة البطلة في الجنوب اللبناني؛  ولا إغراءات السلام بمساراته المنفردة هزت حجراً من أحجار القلعة الصامدة.
فما كان من الكيان الصهيوني إلا أن نشر فكره الإجرامي عبر أتباعه في المنطقة متخذاً من الإسلام خيمته في التأثير السلبي على المجتمعات العربية؛ ونسأل هنا: هل الدين الإسلامي الذي بدأ رسالته بكلمة “اقرأ” يتطابق مع حركة التجهيل والقتل والإجرام وتقطيع الرؤوس؟.. الإجابة تحتاج إلى تقليب صفحات الكتب والمجلدات التي توثق نشأة الحركة الصهيونية العالمية وتاريخها الأسود وفي كل صفحة سنجد الإجابة عن السؤال المطروح، عندها سيكتشف القارئ أن هذه الحركة لم يرُق لها الدين الإسلامي الذي يدعو إلى العلم والمعرفة والانفتاح على الحضارات العريقة.. كما لم يرُق لتلك الحركة أن يحمل الدين الحنيف في عمق رسالته الأساس الأخلاقي للتعايش البشري من التسامح إلى الكرم والمروءة والأمانة والإيثار واحترام الآخر وغيرها من التعاليم الدينية التي تجمع عليها معظم الأديان السماوية وتم تعزيزها عبر الإسلام..
لذلك نقول: إن ما يحصل اليوم من تشويه مقصود للدين الإسلامي هو صناعة صهيونية بامتياز هدفها الأول والأخير تفتيت الحامل الأساسي للأمة الإسلامية ومن ثم يسهل عليها إزالة الوجود العربي من الخارطة الدولية..
اليوم وقد بدأ العد العكسي لانعقاد مؤتمر جنيف2 ، هذا الاستحقاق الكبير ينتظره العالم كله الذي كان يتفرج على مائدة الدم التي أعد صنوفها المتعددة أسياد العنف في المنطقة ابتداءً من الكيان الصهيوني وليس انتهاء بآل سعود.
لقد أعدّ ورثة شارون الإرهابي معظم الأصناف القادرة على تفتيت الشعب السوري وحضارته الضاربة بجذور الأرض على مدى عهود طويلة، فمِن داعش وأخواتها إلى جيوش من العصابات التي استُقدمت من جميع أنحاء العالم؛ إلا أن من أعدّ مائدة الدم للشعب السوري نسي أو تناسى أن لسورية جيشاً مغواراً وقائداً عظيماً يقلب الموازين ويعيد التوازن للعالم..
مؤتمر جنيف2 يعقد في ظروف صعبة وقاسية ورياح خماسينية تبشر بانتشار الإرهاب في معظم أنحاء العالم الأمر الذي دفع بقادة العالم إلى اعتبار الحرب على الإرهاب هي العنوان العريض لمؤتمر جنيف2 وبات الجميع مقتنعاً أن سورية ستكون مقبرة للإرهاب بامتياز.
ومع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر الدولي بين متفائل ومتشائم بنتائجه، تبقى الكلمة الفصل للجيش العربي السوري البطل الذي يحارب المجموعات الإرهابية ويقضي على البؤر الإرهابية أينما وُجدت..
لتأخذ السياسة السورية على عاتقها محاربة انتشار الفكر الصهيوني الذي يتغلغل كالسم في العسل الإعلامي فيخرب عقول الشباب ويقودهم إلى الهاوية. أما الدبلوماسية السورية التي أذهلت العالم على مدى ثلاثة عقود ستحمل وثائقها وملفاتها الحافلة بالأدلة الدامغة لتثبت للعالم أجمع أن سورية تحارب الإرهاب التكفيري بطبعته الصهيونية وعلى العالم أن يقف إلى جانبها لمحاربة هذه الآفة قبل انتشارها.

ميساء نعامة

تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 18/01/2014

Scroll to Top