أتذكرون شعار خلصت؟!

الذي رفعه المحلل الصحفي اللبناني القدير رفيق نصر الله، لمن نسي الأسابيع الأولى من العدوان على سورية تحت مسمى” ثورة سلمية”، نذّكر بأن أصحاب المخطط التدميري للمنطقة العربية عموماً ولسورية القلب منها، اختاروا نقاط الضعف وبدؤوا بشراء النفوس الضعيفة للعمل لاحقاً على نظرية غريزة القطيع ولاسيما في المدن السورية لنشر الرعب والفوضى وإثارة البلبلة.
كل هذا قبل أن يدخل المخطط مرحلة التسليح وتفخيخ السيارات والاغتيالات المتكررة لأبطال الجيش العربي السوري وللخبرات السورية، وصولاً إلى داعش أحدث أقنعة الصهيونية.
نذّكر بأن الشعب السوري الذي تلقى الصدمة كان مذهولاً والشوارع فرغت من المارة وحركة الأسواق شُلت، مدينة دمشق كما المدن السورية كانت شاحبة فارغة هجرتها الحياة فالبلد الخامس عالمياً من حيث الأمن والأمان والاستقرار على مدى عقود لم يعتد الأجواء التي سادت في حينه.
عندها ظهر الصحفي القدير رفيق نصر الله على الشاشة الوطنية في سورية وسرد تفاصيل المخطط الصهيوني البندري، وفي لغة الصحافة متى انكشفت الأسرار زالت الصدمة، بهذا المعنى رُفع شعار خلصت.
الشعب العربي السوري حسم المعركة واختار الصمود والوقوف في وجه المخطط الإرهابي وإبطال مفاعيله المدمرة لوحدة سورية الدولة والمؤسسات والشعب.
الجماهير السورية بأغلبيتها نزلت إلى الشوارع رافضة الانصياع خلف المخطط التدميري، وتوالت المليونيات البشرية التي ملأت الساحات على امتداد الجغرافية السورية، وبدأت الفعاليات الشبابية تطرح مبادراتها للوقوف في وجه الحرب عبر مشاريع شبابية تُبرز الامتداد الحضاري والتاريخي والتراثي لسورية.
الشعب العربي السوري بكافة شرائحه العمرية وخاصة الشبابية، وجهت لأعداء سورية الصفعة الأولى الذي اعتبرها جميع المحللين السياسيين والصحفيين العرب والغرب الانتصار الأول لسورية ضد الحرب العدوانية عليها.
فالموظف الذي يذهب يومياً إلى عمله رغم قذائف الموت التي ترسلها العصابات الإرهابية، والمزارع الذي يصر على زرع وحصد المحاصيل الزراعية، والعامل الذي يذهب إلى المصانع في المناطق الساخنة ويتحدى السيارات المفخخة وصواريخ وقذائف الهاون التي ترميها المجموعات الإرهابية متعددة الجنسيات والتسميات، والإعلامي الذي يغطي انتصارات الجيش العربي السوري، وعمال الكهرباء وغيرهم من فئات الشعب السوري يقفون جنباً إلى جنب مع أبطال الجيش العربي السوري الذين يسجلون انتصارات كبيرة على الإرهاب الدولي.
تأسيساً على ما ذكر يمكننا تقسيم المخطط الإرهابي إلى عدة مراحل، فالعقل الصهيوني لا يفكر بشكل ارتجالي إنما يضع لخطته مراحل وسيناريوهات وبدائل، وإذا اعتبرنا أن المرحلة الأولى كانت شراء النفوس الضعيفة من أجل إثبات أن ما كان يحصل في سورية ثورة، دعونا إذا نتذكر “ثوار” تلك المرحلة وسلوكياتهم اللاأخلاقية أمام كاميرات التصوير التلفزيوني.
أتذكرون اعترافات أحد القتلة في محافظة اللاذقية ولازمته عندما يهم بالقتل ” ربي يسر”، جميعنا يذكر حيثيات المرحلة الأولى لانطلاق العدوان الهمجي على سورية وكيف كان ما أطلقوا عليهم ” الثوار” يدخلون إلى المؤسسات الحكومية ويحرقونها.
والأخطر في تلك المرحلة الإعلام الإرهابي الذي ضلل الرأي العام وزيف الحقائق وخلط الأوراق وكم كشف الإعلام السوري من مشاهد لتظاهرات في بعض الدول العربية على أنها في سورية.
الشعب السوري أغلق الباب على تلك المرحلة وكشف زيفها، انتهت المرحلة الأولى أو كما أراد أن يسميها الإعلامي القدير رفيق نصر الله ” خلصت”. لتبدأ مباشرة العائلة السعودية ببث سموم حقدها السياسي على الدولة السورية، بتمويل وتسليح واستجلاب العصابات الإرهابية إلى سورية، بتوجيه مباشر من العقل الصهيوني، لتبدأ المرحلة الثانية من العدوان على سورية والتي سنفرد لها مقالاً لاحقاً.

ميساء نعامة

تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 28/03/2015

Scroll to Top