الزيارة الحدث التي قام بها الرئيس الأسد لاتزال تستحوذ على الحيّز الأكبر من التحليلات السياسية والإعلامية، منها ما يؤكد على أنّ زيارة الرئيس الأسد لمنطقة جوبر بالتحديد هي رسالة تحدي إلى العقل الصهيوني الذي يدير الحرب ويقود المجموعات الإرهابية متعددة الجنسيات في مواجهة الجيش العربي السوري، ومنها من شطح خياله من معارضة الخارج الذين اعتادوا على الحكومة الوهمية و”الائتلاف” التالف والعيش بأوهام افتراضية يلقنها لهم العقل الأمركوصهيوني، بأنّ الرئيس الأسد لم يقم بزيارة جوبر وما قدمه الإعلام السوري ما هو سوى تنقل الرئيس في أرجاء قصره أما مشاهد أرض المعركة فهي مرتبة سينمائياً.
هذا التفكير الساذج لمعارضة الخارج ينم عن إعاقة فكرية ووجود وهمي لمعارضة كلّ همها البحث عن ممول لدفع فواتير فنادق الخمس نجوم التي يقيمون بها في اسطنبول ودبي وباريس.
أما العدو الحقيقي الذي يدير تلك المعارضات فقد تلقف الزيارة الحدث للرئيس الأسد بجميع رسائلها ودلالاتها ومؤشراتها.
أولاً: إنّ الإرهاب لا يرهب أبطال الجيش العربي السوري وعلى رأسهم القائد العام للجيش والقوات المسلحة الفريق بشار الأسد ولاسيما أننا سمعنا أصوات الرصاص والقائد يتابع حديثه مع الجنود دون أن يعير الطلقات النارية التي يطلقها الإرهاب الأسود أي أهمية.
ثانياً: الجيش العربي السوري لا ينتظر الإرهاب ليأتي إليه بل يذهب هو لمواجهته وهذا في العرف العسكري الانتقال من موقع المدافع إلى موقع المهاجم.
ثالثاً: القائد الأسد قام بالزيارة إلى مواقع خط النار في منطقة جوبر عبر معبر الزبلطاني وهو يرتدي الزي المدني، وهذا بحد ذاته له عدة دلالات لعل أبرزها أنّ البدلة العسكرية لا يمكن أن يرتديها القائد طالما أنّ الحرب لاتزال إلى الآن بالوكالة والبدلة العسكرية لا يمكن أن يرتديها القائد إلا أثناء الحرب المفتوحة مع العدو بوجهه الظاهر ونقصد هنا العدو الصهيوني.
قالها الرئيس الأسد الذي احتفل ببداية عام جديد مع أبطال الجيش العربي السوري، بأنّ لا احتفال في سورية سوى الاحتفال بالنصر.
النصر العظيم الذي ينتظره الشعب السوري هو إجلاء آخر إرهابي عن أرض الطهر سورية الأبية.
وحده الاحتفال بالنصر ستشارك به أمهات الشهداء وكما استقبلن شهادة أبنائهن بالزغاريد التي هدرت وأرهبت وصعقت قلوب العالم الذي يغذي الإرهاب في سورية، ستهدر زغاريد أمهات الشهداء إيذاناً بالنصر السوري العظيم.
وبعد! هل المطلوب اليوم البحث عن معارضة وطنية لها جمهورها في الشارع السوري، معارضة تحمل هموماً إصلاحية لا أوهاماً تدميرية.
معارضة سورية وطنية تقف جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب.
معارضة سورية وطنية من نسيج سوري أصيل وليست صنيعة الغرب، معارضة وطنية تبحث عن حل حقيقي لوقف الإرهاب وعودة الحياة السورية بحركتها الطبيعية على أساس الحوار الفاعل والمنفعل مع القضايا الوطنية السورية.
معارضة سورية تسير في نهج الدولة السورية، ولا تستعرض بطولات وهمية من أجل مكاسب على أنقاض الدولة السورية.
الرئيس بشار الأسد المنتخب بغالبية الشعب السوري وعلى مرأى من وسائل الإعلام العربية والعالمية أعلن موقفه صراحة عبر زيارته في اللحظات الأولى للعام الجديد 2015 لأخطر خط نار مع العدو، وتناول عشاء النصر مع أبطال الجيش العربي السوري، كما أعلن أكثر من مرة عن ضرورة الحوار السوري السوري والوصول إلى عقد جديد بين السوريين داخل سورية.
فهل يحتكم جميع السوريين إلى لغة العقل ويجتمعون على ثوابت بقاء الدولة السورية، ومحاربة الإرهاب والحوار الوطني البعيد عن الإملاءات الغربية؟
ميساء نعامة
تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 10/01/2015