انتصار الإرادة الإيرانية.. وانعكاساته المقبلة!

تتسارع التطورات السياسية والميدانية على جميع الصعد المحلية السورية والعربية والإقليمية والدولية، ولا يزال البعض خارج التاريخ والجغرافيا وخارج المنطق الإنساني والحضاري والفكري.
العالم يسير باتجاه تفاهمات تفرض قوة حجتها ومبرراتها، في لوزان انتزع المفاوض الإيراني انتصار الاعتراف بالجمهورية الإسلامية الإيرانية كقوة كبرى على مستوى منطقة الشرق الأوسط والعالم من دون أن تُكسر إرادتها بالاعتراف بإسرائيل “كدولة”، ومن دون أن تضطر للتخلي عن وجودها القوي في محور المقاومة، بل انتزعت اعترافاً دولياً بحقها في امتلاك الطاقة النووية للاستعمالات السلمية.
الانتصار الإيراني هو الحدث السياسي الأبرز على صعيد التفاهمات الدولية وهو ما سيؤسس لتغيير في خارطة القوى الدولية.
بالمقابل حصلت تطورات ميدانية في الداخل السوري، فبينما سيطرت جبهة النصرة بشكل مؤقت على إدلب بمساعدة ومساندة حليفها التركي، هلل الائتلاف وسارع إلى تهنئة جبهة النصرة ذراع القاعدة في طلب ضمني لجعل إدلب عاصمة الائتلاف.
لكن بواسل أبطال الجيش العربي السوري كانوا لهم بالمرصاد ولكل من تسول له نفسه المساس بوحدة الأراضي السورية.
هذا ما حصل في الشمال السوري، أما ما يجري في الجنوب فيمكن تلخيصه بالقول: إن الدول المنفذة للمخطط الصهيوني ومن ضمنها السعودية والأردن ركزتا على إلهاء الجيش العربي السوري بمعارك جانبية بعد أن شاهدته يقود معارك إستراتيجية ليحكم الطوق من خلالها على فلول الإرهاب أينما وجد وتحت أي مسمى يتلطى به، ودخلت المجموعات الإرهابية بصرى الشام إلا أن الجيش العربي السوري يتابع معاركه الاستراتيجية حتى تحقيق الهدف الأكبر في القضاء الكامل على الإرهاب.
وبدخول داعش إلى مخيم اليرموك أصبحت الرؤية أكثر وضوحاً حتى لمن يقاتلون داخل المخيم أنفسهم من مجموعات إرهابية حملت تسميات مختلفة لكنها انطوت بعلم أو من دون علم تحت الجناح الإسرائيلي وفي كلا الحالتين المصيبة كبيرة.
وفي التطورات السياسية تستقبل القيادة السورية الوفود الغربية التي باتت تتسابق لطلب الود ولن يطول الوقت لنشاهد الوفود العربية تطلب الغفران من الدولة السورية.
وعلى وقع الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش العربي السوري في جميع اتجاهات الجغرافيا السورية أينما وجد الإرهاب، يضع اللقاء التشاوري السوري السوري في موسكو جدول أعماله وفق معطيات الاتفاق على حوار يشمل جميع السوريين الذي سيتحقق قريباً في دمشق العصيّة على الإرهاب.
آل سعود ومن تورط معهم من العربان انحرفت وجهة حربهم وبدل أن تتوجه جيوشهم وأسلحتهم إلى فلسطين، وضع آل سعود يده بيد الصهيونية وأرسلوا الإرهاب الوهابي إلى سورية، وهم اليوم يخوضون حرباً ضروساً ضد بلد عربي شقيق تحت مسمى حماية السيادة اليمنية وماذا عن السيادة الفلسطينية؟ وقبلها ماذا عن السيادة في بلاد الحجاز التي استلبتها عائلة آل سعود؟!
إذاً هي التحولات الكبرى التي يشهدها العالم وما زال البعض من العربان يعيشون في رفاهية زهايمرية ستقودهم وأسرهم الحاكمة إلى الجحيم حسب وصف أوباما وليس حسب وصفنا نحن.
المارد الإيراني يفرض وجوده بقوة على المشهد الدولي، وهو الذي حقق جميع قفزاته العلمية والوجودية وهو يرزح تحت نير الحصار الدولي والعقوبات الجائرة بعد انتصار الثورة الإيرانية التي حولت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى دولة ذات سيادة وصاحبة قرار وبدأت معها مسيرة التطور والنهضة في جميع الاتجاهات الحياتية غير آبهة بالعقوبات التي فرضها الغرب الممتعض من خروج الجمهورية الإسلامية الإيرانية من كنف التبعية له.
ترى ما التطورات التي ستشهدها الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد توقيع الاتفاق النووي، وسقوط جميع العقوبات عن الكاهل الإيراني؟
وما الملفات الأخرى التي تنتظر إيران لفرض نفسها كقوة فاعلة على مستوى العالم؟ وهل سيبقى العالم تحت سيطرة القطب الواحد؟ دعونا ننتظر بعض الوقت لنشاهد نتائج التطورات.

ميساء نعامة

تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 11/04/2015

Scroll to Top