قبل أن تتحول إلى جامعة صهيونية!

إكرام الميت دفنه، المقولة تنطبق بكثير من الأسف على الجامعة العربية التي تسللت إليها الصهيونية العالمية عبر أدوات اعتادت على بيع قطع من الأرض العربية إرضاء للصهيونية العالمية وضماناً لبقاء وجودها الحاكم بأمر الصهيونية على أرض الحجاز ونجد…
 اسُتلبت الجامعة العربية واستُبيحت جميع مواثيقها وانتُهكت سيادات الدول العربية بتغطية علنية ومباشرة من الجامعة العربية، وساهمت الجامعة وأمينها الذي لا يمت للنبل ولا للعروبة بصلة، بتطبيق نظرية “الدمار الخلاق” الصهيونية، في كل من العراق وسورية واليمن وليبيا، ومصر تدخل في نهج النظرية لعلها تدري ولعلها لا تدري وفي كلا الحالتين المصيبة مفجعة.
الجامعة العربية ماتت وورقة نعوتها وزعت على كومبارس باتوا يشغلون كراسي فخمة ضاقت بهم رغم قزامة الجالسين عليها.
تتوالى الفضائح التي ألصقت بالجامعة التي أعلنت الشعوب العربية وفاتها منذ أن علق الأقزام عضوية الجمهورية العربية السورية وحضر الكرسي السورية بكامل هيبته، لينطق بما عجز عن نطقه جميع الغائبين بحضورهم المسخ.
وشمخ العلم السوري بألوانه ذات الدلالات التاريخية الأصيلة الأحمر والأبيض والأسود، وغيّب بشموخه الحضور الزائف لمنتجي الرايات الزائفة. لابدّ من دفن الجامعة العربية بعد أن تلوثت بوباء الإجرام والمساهمة في تقسيم الدول العربية وإرساء الفرقة بدل التضامن، والتحريض على الإرهاب واستجلابه من كل حدب وصوب، وتمويله وتدريبه بالتعاون مع إسرائيل والصهيونية العالمية.
أما المؤامرة على سورية فباتت بحكم المنتهية الصلاحية، كما الأشخاص الذين خططوا ونفذوا مشاريعهم التدميرية ضد سورية، وجميع من مارسوا نفاقهم السياسي، ومن نفثوا سمومهم الصفراء وضع على جبينهم الأسود علامة انتهاء الصلاحية وفساد وجودهم.
وتماهياً مع المثل السوري لا يجوز الكلام على الميت، لا يمكن أن نعير الأموات أي اهتمام ولاسيما أن مصدر تمويلهم ومنبر أحاديثهم المسمومة الإعلام الأصفر الذي احتضن أصحابه المؤامرة على سوريتنا، وساهموا في نشرها.
قبل ما يقارب السنوات الخمس فككت سورية خيوط المجهول عند البعض ومتى انجلى الظلام أضحت محاربته أسهل، وسورية التي حاربت بنور العارف لخيوط المؤامرة ظلام من حاكوا خيوطها بحرفية وتقنية عالية سخّروا لأجل إنجاحها المال والإعلام والسياسية والسلاح والعصابات المدربة متعددة الجنسيات، ودخلوا الأرض السورية من نقطة ضعف المفترض أن تكون نقطة قوة ومقاومة لجميع أشكال الاستعمار.
 اللعب على العقول كانت مراميهم “وبيوت الله” نقطة انطلاقهم والسلاح مخبأ تحت الأرض، والإعلام مهيأ ورجال السياسية المستعدون لبيع أنفسهم كانوا على أهبة الاستعداد، والجامعة العربية توقع على جميع القرارات الصهيونية.
لكن الانتصار السوري تحقق من اللحظة التي أصبح فيها المجهول معلوماً ومن اللحظة التي قلبت بها القيادة السورية جميع المعادلات وحولت وجه المجهول إلى البلدان المصدرة له.
وتأسياً على ما تم ذكره، فقد حددت القيادة السورية بوصلتها ليصبح طريق الانتصارات واضح المعالم، لكن الآخر ضيع بوصلته وفقد مصداقيته وانتهت صلاحية وجوده، كما أن إكرام الجامعة العربية دفنها قبل أن تتحول إلى جامعة صهيونية، وقبل أن نرى أقزام القادة يرحبون بحضور رسمي للكيان الصهيوني.

ميساء نعامة

تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 14/03/2015

Scroll to Top