هل كنا بانتظار اعترافات كيري؟!

الشعب السوري الذي صمد السنوات المفجعة الصادمة من عمر العدوان الآثم، ولم يتوقع في أقصى خيالاته وشطحات الكوابيس المزلزلة أن يحدث في سوريتنا ما حدث، لم ولن ينتظر تصريحات بل اعترافات كيري.
أبناء سورية شاهدوا بأم العين كيف تمَّ رمي الأبرياء المتهمين بالانتماء لأمهم سورية من أعالي أسطحة الأبنية، كما شاهدوا كيف ارتكبت المجازر بحق أبطال الجيش العربي السوري، وتهمتهم أنهم يدافعون ويدفعون شرَّ الإرهاب عن الأم سورية.
جميعنا كان شاهد عيان على السيارات المفخخة التي أرسلت لترتكب جرائم جماعية بحق أبناء سورية، كما كنا شهود على الذبح وأكل الأكباد وسبي النساء واغتصابهن وقتلهن والتمثيل بجثثهن.
جميع أبناء سورية صدموا بأمراض اجتماعية وصحية طغت على المشهد الداعشي والتكفيري، وتتالي فتاوى شيوخ الفتن من الطرق على الطناجر إلى جهاد النكاح، إلى التحريض على القتل وهدم البنى التحتية للدولة وانتشار الأمراض التي انقرضت في ظل الدولة السورية، جميعنا كان الشاهد على إحباط هدفهم الإجرامي في تدمير الأم سورية.
لقد أرق سادة السيد كيري، الجمال السوري المتكئ على تاريخ طويل من العراقة والتراكم الحضاري والمعرفي والثقافي والعقد الاجتماعي الفريد المزركش بأبهى الألوان وأسمى صور العيش الإنساني الراقي.
سادة السيد كيري يعرفون حق المعرفة أن التاريخ بدأ من دمشق، وأن الحياة الإنسانية المدنية بدأت من دمشق وأن دمشق هي البوابة التي فُتحت أمام العالم ليدخلوا الحضارة عبرها ومن خلالها.
السيد كيري ومنظرو الصهيونية العالمية يعلمون أن دمشق هي الأم الشرعية التي ولدت من رحمها سورية والشرق الساحر، كما يدرك ملهمو السيد كيري وتصريحاته المفاجئة، أن التراب السوري معجون بآثار الإنسان الأول والحضارة الأولى والتاريخ الأول، والثقافة الأولى، والمدنية الأولى.
سورية المطمئنة الشامخة بقامتها الطويلة، تنظر إلينا من عليائها بحنان الأم التي تلم جميع أبنائها بحضنها الدافئ، وتعير الآخرين نظرة شماتة بأن مشروعم توقف على عتبات أرضها الطاهرة، أما التابعون فلا تكلف عيناها الخضراوان عناء النظر إليهم.
أبناء سورية العظيمة لا ينتظرون تصريحات كيري وأسياده، لأن لسورية أسداً يحميها، وجيشاً مقداماً يخوض معاركه ويحقق الانتصارات حتى جلاء آخر عميل لمصنعي الإرهاب عن أرض سورية، وشعباً قادراً على النهوض وتحقيق المعجزات.
في عيدك سوريتنا الأم الغالية، نعدك بأننا سنصمد وسنداوي الجراح بالإنجازات مستمدين الحياة من دم الشهداء الذي عطر ترابك الغالي ومن أرواحهم التي ارتقت إلى السماء نجوماً تزيح عتمة الإرهاب إلى غير رجعة.

في عيدك سوريتنا الأم الغالية، نعدك بأن عجلة الحياة ستستمر وأننا سنحمي ماضينا ونحافظ على حاضرنا ونملك مستقبلنا.
كل عام وأنت سوريتنا الحضن الدافئ الذي يلمنا جميعاً ويحمينا من غدر الأعداء.

ميساء نعامة

تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 21/03/2015

Scroll to Top