يختلفون على الحوار، ويتحدثون عن كل شيء: الماضي.. الحاضر الداخل.. الخارج.. وقف العنف.. استمرار العنف.. وقف التدخل.. استمرار التدخل.. لكن الجميع ينسى سورية.
نتعامل اليوم مع الحوار وكأنه موضة أو ترف اجتماعي وسياسي، وكأننا في مرحلة سابقة كنّا نعيش في زمن الصمت..
وأنا هنا لا أريد الدخول في جدل عقيم، بل هي إشارة فقط حتى لا يتنطح البعض بجَلد الوطن والدماء تسيل منه، ليتحفنا بفوضاه الكلامية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
الحوار اليوم حاجة ملحّة والمطلوب أن يقوم على أسُس وقواعد منهجية وإلا سيكون حوار طرشان يزيد نزف قلب العروبة بدل أن يداويها.
أما أسُس الحوار فيجب أن نوضح مع من نتحاور لأجل سورية، تُرى هل نتحاور مع معارضة وموالاة.. أم أن الحوار مع معارضة الداخل ومعارضة الخارج؟ مع مسلحين يقتلون ويذبحون سورية في المرة ألف مرة؟
الأمور يجب أن توضع في نصابها الطبيعي، ثم نبدأ الحوار من أجل سورية لا من أجل معارضة وموالاة ومستقلين وفلاحين وعمال وشباب وأطفال ونساء.
كل مواطن ينتمي إلى سورية، يحق له الدخول في الحوار.. أما من يأتمر بالخارج ويقبع في قصوره ويدمر البلد بعد أن تحولوا إلى ريموت كونترول يتحركون ويتحاورون ويهددون بقصف الوطن حسب رياح الموساد الإسرائيلي والاستخبارات الأمريكية لا يحق لهم الحوار.
أما في الداخل فالمعارضة لا ترى في المرحلة السابقة إلا السواد والموالاة لا ترى إلا البياض..
إلا أن سورية خلال فترة الأربعين سنة الماضية حققت نهضة متسارعة في جميع المجالات.. من مجانية التعليم إلى مجانية الطبابة ودعم الغذاء والكساء.. وهو ما يجعل سورية متميزة عن معظم دول المنطقة وهو ما أسّس لعملية تهريب المواد الغذائية والتموينية والمحروقات وغيرها إلى دول الجوار.
ومن يقتل ويذبح بحدّ السكين مع كلمة “الله أكبر”، هؤلاء يجب أن يحاكموا قبل أن يتوجهوا إلى حورياتهم المزعومة، ومن حمَل السلاح ولديه نية القتل لكنه لم يقتل هؤلاء يجب أن يتم تأهيلهم داخل السجون، فقط لأنهم سوريون.
أما المجموعات الإرهابية متعددة الجنسيات فهؤلاء يتولّى أمرهم الجيش العربي السوري، ولا أحد مثله يمتلك عقيدة النضال والعروبة والتضحية والإخلاص للوطن السوري خصوصاً وللأمة العربية عموماً.
إذاً، هو الحوار البنّاء الذي يتطلع إلى المستقبل من خلال الخروج من فوضى الحاضر، إلى جانب الحسم العسكري على يد الجيش العربي السوري، وعيننا على العدو الإسرائيلي الذي أرادها حرب عصابات من الداخل لأنه يدرك خطر الحرب مع الجيش العربي السوري.
لقد أثقل المتحاورون كاهل الشعب العربي السوري، لكثرة ما تحمّله من “مِنّية وجميلة” الموالاة والمعارضة بجميع أنواعها وأشكالها.
والحوار يجب أن يرتقي إلى مرتبة الشهداء من المدنيين والعسكريين وتضحيات رجال الجيش العربي السوري، وإلا فسيبقى الحوار يسبح في فضاء الفوضى المؤذية.
ميساء نعامة
تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 06/02/2013