السوريات ملكات بالفطرة

جيناتها الجمالية وسماتها الشخصية التي تميزها عن سواها، متوارثة عبر مراحل وحقب زمنية موغلة في القدم، فبداخل كل سيدة سورية تتجسد الملكة زنوبيا.
تلك التي ذاع صيت جمالها بنفس القدر الذي ذاع فيه صيت حكمتها ورجاحة عقلها وقوتها.
شموخ السيدات السوريات لم يأت من فراغ، فعندما تأتي نتائج الاستطلاعات العربية والغربية بأن النساء السوريات هنّ أجمل النساء وأكثرهن جاذبية وذكاء ودماثة، فلأن جدّاتنا عبر التاريخ كنّ آلهة للحب والخصب والجمال والعطاء والقوة والعطف والحنان والخير.
تعمدت نساء سورية بهذا التاريخ المشرف للمرأة السورية، وكما كان دورها عبر التاريخ تطوير مجتمعها والارتقاء به، هي اليوم تستشعر الخطر الذي يداهم بلدنا الحبيب بفضل حاستها السادسة التي تتميز فيها عن الرجل، وتبذل كل ما في وسعها من أجل منع تنفيذ المخطط الخطير الذي أُعدّ لتفتيت الأرض السورية وبث الفرقة والكراهية والحقد بين أبناء الشعب الواحد.
والنساء السوريات هنّ الأقدر على لم الشمل لأن الوطن يلمّ، فحضن الأم يشبه حضن الوطن.
هذه التداعيات عن أهمية المرأة السورية ودورها في الارتقاء بمجتمعها باعتبارها المدرسة الأولى التي تربّي الرجال، ومن باب الدعابة يقال لرجل انفلت من بعض المعايير الاجتماعية ” إذا بدك تروضوا جوزوا”.
أجل الترويض هي عملية صقل للفرد لكي يندمج مع مجتمعه بقوانينه ومعاييره الأخلاقية والقيَمية وبتمثل الفضائل الروحية.
ولأن المرأة السورية كما دمشق وُلدت قبل التاريخ وأنجبت الحضارات ونشرتها للأمم كافة، لا يمكن إلا أن تكون شامخة حرة تصون كرامتها ولا تتكل على أحد لكي يحميها ويصون كرامتها.
ولهذا كله نستنكر كل الممارسات الملوثة لشموخ المرأة السورية، كتلك التي تجاهد في نفسها فتهون عليها كرامتها، أو تلك التي تباع وتشترى في مخيمات العار والذلة أو تلك التي تسلم عقلها وشرفها للغريب مقابل فتات الأموال، أو تلك التي تلد ولا تربي.
ما نسمعه عن سوق النخاسة الذي يبيع النساء السوريات في مصر والمخيمات التركية والأردنية واللبنانية يدمي القلوب ويصيب شموخنا بمقتل.
المرأة السورية، كسرت قيد الاحتلال العثماني الذي جعلها مجرد ضلع قاصر وسمّاها “حرمة”، وتحررت من جميع المسميات والعقد وعادت لتستعيد شموخها وكرامتها ودورها الفاعل في المجتمع السوري منذ العام 1971، ومن ذلك التاريخ إلى وقتنا الحاضر حافظت وحفظت سورية حقوق المرأة ودورها الفاعل في عملية التطور التي حملت البصمة النسائية في جميع مجالات الحياة السورية.
لربما أصابنا الرمد من ربيع أمركوصهيوني، ولربما انتاب كرامتنا خارج حدود الدولة السورية الكثير من الضرر، لكن المرأة السورية الأصيلة بكل ما تحمله من موروثها الحضاري والتاريخي والقيمي، ستنتصر لكرامتها في ظل الدولة السورية القوية.
وما زلنا نشعر بأن أعظم ملكات التاريخ، زنوبيا تتجسد فينا بكل ما تحمل من صفات اشتهرت بها الزباء، سداد الرأي والحكمة ورجاحة العقل والسياسة ودقة النظر والفروسية وشدة البأس والجمال الفائق.
ستستعيد نساء سورية جميعهن عمّا قريب هيبتهن وجمالهن ودلالهن وقوتهن وعظمتهن وابتسامتهن التي تجعل منهن سيدات نساء العالم.

ميساء نعامة

تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 26/04/2013

Scroll to Top