من غير المستغرب أن تكشف إسرائيل عن وجهها الإرهابي المتخفّي وراء جيوش من المرتزقة بتشكيلة قلّ نظيرها فأن يجتمع التطرف الديني مع التطرف اللاديني، والتطرف الليبرالي..! خلطة لا يمكن أن يعدّها إلا العدو الصهيوني.. والشواهد واضحة عندما قلنا بأن هذا المخطط الدقيق لتفتيت سورية من الداخل يحمل بصمات الصهيونية العالمية وبرنار ليفي لم يخفِ نفسه واجتمع أكثر من مرة مع المعارضة المرتهنة والمرتبطة بالخارج، ليأمرها بما من شأنه تدمير سورية وتفتيتها.
الشواهد كانت واضحة وجليّة لكن أعين العالم أصابها عمى البصيرة وتعامي البصر…
جميع الاحتمالات باتت مفتوحة، يمكن أن تتحول سورية من دولة ممانعة إلى دولة مقاومة، بمعنى أن جبهة الجولان أصبحت متأهبة لرد العدوان أو المبادرة في حرب قد تشعل المنطقة برمّتها، كما أن جبهة المقاومة اللبنانية يدها على الزناد بانتظار لحظة الصفر، كما أن المقاومة الفلسطينية بعيداً عن جناح الخيانة والاستسلام، باتت جاهزة لوضع حدٍّ لاستفزازات الكيان الإسرائيلي واستباحته المتكررة لمقدسات فلسطين المحتلة.
وبالمقابل فإن الأصدقاء الحقيقيين لسورية، روسيا والصين وإيران لن يقفوا مكتوفي الأيدي.
أما الشعب السوري فهو ينتظر إشارة التعبئة من أجل صدّ العدوان أو بدء إشارة حرب التحرير.
تحرير الجولان المحتل وفلسطين العربية المحتلة وما تبقّى من الأراضي اللبنانية المحتلة.
إذاً، العدو الحقيقي الذي يقاتل داخل الأراضي السورية كشف عن نفسه، والمخطط الذي وُضع تحت شعار الربيع العربي انكشفت جميع مآربه وتفككت خيوطه التي أحكمت حياكتها الاستخبارات الصهيو- أمريكية، لكنها أصبحت هشّة بوهن خيوط العنكبوت أمام صمود الشعب السوري ووعي أغلبيته.
وأمام تصدي الجيش العربي السوري لعبيد العدو الإسرائيلي والاستعمار جديده وقديمه، سقط مشروعهم التفتيتي والطائفي.
وأضحى العالم كله على يقين بأن لسورية قائداً مقداماً وبطلاً مغواراً، واجه المخطط بكثير من الذكاء وقليل من المكر السياسي، وشجاعة قلَّ نظيرها بين قادة العالم، كما أن امتلاكه مفاتيح العصر الجديد، قلبت السحر على الساحر، ولأنه الطبيب الماهر استخدم جميع الفيروسات التي أُعدت لتفتيت سورية كمصل وقائي للقضاء على جميع الجراثيم التي حاولت التغلغل في الجسد السوري.
الهدوء السياسي الذي تتمتع به سورية ليس وليد اللحظة بل هو إرث خلّفه لنا القائد الخالد حافظ الأسد، فقد تعلّم جميع السوريين أن الحكمة هي ميزان القوة عند رأس الهرم السوري، وتأسيساً على هذا الإدراك الجمعي وجُد ميثاق من الثقة بين الشعب والقائد والجيش العربي السوري، تجاه القرارات المصيرية.
وبناءً على ما تقدم فإن سورية المقاومة تمتلك قراراها ولا تحتاج لمنظِّرين لكي يدلوا بدلوهم الفارغ.
اليوم ظهرت إسرائيل بوجهها الحقيقي ولم تتستّر خلف أي حجاب، وما عادت جيوش الإرهابيين المرتزقة تشفي غليل الشّره الإسرائيلي للانقضاض على قلب العروبة.. لكن هيهات منّا التسليم والهزيمة.. وكما نال أجدادنا شرف الشهداء للذود عن تراب الوطن.. جميع السوريين اليوم لن نرضى إلا أن نردد:
شرف الوثبة أن ترضى العلا…. غلب الواثب أو لم يغلب.
ميساء نعامة
تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 10/05/2013