وسط ترحيب أمريكي ومصافحة عربية أمريكية يتم توقيع اتفاقية دولية جديدة تعيدنا إلى يوم النكبة العربية الكبرى.
بذات التواطؤ الغربي والأدوات العربية اجتمع وفد لجنة الجامعة العربية في واشنطن محاولاً إعطاء شرعية لتسوية جديدة تحت شعار مفخخ جديد وهو تبادل الأراضي يفتح الباب لقبول عربي باستمرار سيطرة إسرائيل على الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية مقابل تعويض الفلسطينيين بأراض أخرى وهو ما يعني التخلي عن حدود 67 الحدود الدنيا للحقوق الفلسطينية، كما يمهد لخطوة الاعتراف بيهودية الكيان الإسرائيلي وطرد الفلسطينيين من أرضهم وإسقاط حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم…
يوميات النكبة الأولى لا تشبه غيرها من التراجيديا الإنسانية التي أسست لسلخ شعب عربي فلسطيني عن أرضه واستبداله بشعوب الشتات..
قوافل كبيرة من الفلسطينيين ساروا على الأقدام لمسافات طويلة تشردوا في الخيام أو دون خيام، وذاقوا الأمرّين: مرارة الفراق وسلخهم عن وطنهم وهويتهم وذاكرتهم وبياراتهم وتراثهم وحضاراتهم.. ومرارة عبث الدول اللاعبة في مصيرهم من عرب الخيانة آنذاك والغرب المتلهّف لتحقيق الحلم الإسرائيلي….
الأمس يشبه اليوم والتاريخ في معظم الأوقات يعيد نفسه بصور وأشكال وشخوص مختلفين.
لكن سورية قلب العروبة ونبضها المقاوم لن تسمح لصفحات مذلة من التاريخ أن تفرض وجودها من جديد، ثمة فارق مفصلي سيقلب ظهر المجن على أعداء الأمتين العربية والإسلامية، إنها المقاومة في أبهى صورها وانتشارها.
فلكل زمان رجاله طالما أن حق الشعوب لا يسقط بالتقادم وكل محاولات التجهيل ومحو الذاكرة واستخدام الشعارات الغشاشة التي لن تفلح في فرض معادلتهم؛ لأن التاريخ الذي يحاولون تكراره بنكبة جديدة ولّى آخذاً معه، “بروباغندا” مصافحات ذل وعار، أسفرت عنها اتفاقيات إذعان واهنة واستسلام، ساقت العرب من نكبة إلى أخرى بمسمّيات مختلفة بدأت مع كامب- ديفيد، واستمرت اليوم بمصافحات كيري- بن جاسم.
زمن الهزائم إلى غير رجعة.. والنصر حليف الحق، والعرب سيتألقون من جديد على أرضهم وتاريخ ولغتهم وجغرافيّتهم، وسيمدون جسور التلاقي مع الحضارة والإرث الثقافي والإنساني العريق.
ميساء نعامة
تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 18/05/2013