باتت اليوم على المكشوف لا داعي أصلا لورقة التوت، لأن العهر السياسي ظهر وبشكل فاضح .. فهاهي قطر تتحول من قاعدة أمريكية بعقال وكفية إلى قاعدة إرهابية طالبانية … والكاوبوي الأمريكي يدير اللعبة من بعيد عبر روبوت عربي يتحرك بالرموت كنترول.
فلا عجب أن يأمر الأمريكي حمد الكبير وحمد الصغير بالتنحي بعد أن كانا أحد أهم الدمى اللاعبة في ملعب الجامعة العربية.
كما لا عجب بأن يزور السيد الأمريكي بلاد الحجاز ونجد ووضع ربطة عنق خضراء، لكي يفكك عائلة سعود ويستعيض عنها بعائلة ثانية ، كأن يموت الملك، ويوضع الرجاج على الmute ، فلا تغر أحد ابتسامة السيد الأمريكي لأنها تخفي الويلات والدمار.
اليوم مصر أم الدنيا سقطت في أحضان الإخوان المتأمركين ، فأصبحت آخر الأمم.
والعراق المشتت الذي يعاني الإرهاب المصنّع أمريكيا، فالجيش الأمريكي بعد أن خرجه مكسورا مهزوما من العراق الشقيق خلّف ذيوله من الخونة الذين يعبثون بالأرض العراقية.
وفلسطين المحتلة باتت لقمة سهلة المنال بيد العدو الصهيوني الذي يسعى لتوطين اليهود في فلسطين المحتلة وإيجاد وطن بديل للفلسطينيين، ولعل الوطن البديل لا يقف عند حدود فلسطين والضفة الغربية بل الحلم الإسرائيلي يخطط لخلق حالة الشتات للعرب أجمع .
أما الإسرائيلي فنراه يلبس ثوب الحمل الوديع ويحاول بشتى الوسائل إخفاء أنيابه وأظافره الحادة لكي ينقض على الوطن العربي بعد إضعافه وتفريغ السكان الأصليين منه.
رحم الله الشاعر العربي إبراهيم اليازجي حين قال:
تنبّهُوا واستفيقوا أيُّها العربُ فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
فشمّرُوا وانهضوا للأمرِ وابتدرُوا من دهرِكُم فرصةً ضنَّتْ بهـا الحقبُ
لعل الشاعر اليازجي عندما استخدم صيغة الأمر في قصيدته كان يستشعر حال الأمة العربية وما ستصل إليه اليوم من انقسام وتفتيت تهدد بضياع الهوية العربية فاستنهض الهمم لعلهم يستحضرون اليقظة العربية بعد أَنْ ران الجهل على النفوس مدة طويلة ، فدعاهم في خاتمة المطاف لينهضوا ويقاتلوا عدوهم الحقيقي.
لكن على ما يبدو أن السيد الأمريكي استمرئ لعبة الموت، والعرب استكانوا ووهنوا… ولولا وجود الفكر المقاوم لغابت عنا حتى فسحة الأمل.
ميساء نعامة
تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 29/06/2013