أميركا تؤجل العدوان.. ستفعلها أميركا لا لن تفعلها.. ستضرب! لا لن تضرب.. حددت الولايات المتحدة أهداف الضربة العسكرية.. أوباما يطالب بتوسيع الأهداف.. ستدخل المنطقة في حرب شاملة.. أمن إسرائيل في خطر.. الكونغرس الأمريكي يجتمع على جدول أعمال الحرب مع سورية في أول بنوده.. الكونغرس يؤجل اجتماعه.. جامعة بلا عروبة يسيطر عليها ثلّة كومبارس يوقّعون على إشعال المنطقة.. قيصر روسيا يطرح مبادرة.. قبول سورية بالمبادرة حفاظاً على أرواح مواطنيها وأمن بلادها.. سحب ذرائع الحرب العدوانية يربك كذب مَن فبرك وتاجر بالدم السوري.. الكيماوي حجة أميركا الواهية.. روسيا تقدم أدلة قاطعة على استخدام المعارضة المسلحة للأسلحة الكيماوية.. فرنسا تطلب ضرب سورية تحت بند الفصل السابع.. مجلس الأمن يعلن عن جلسة خاصة بسورية.. مجلس الأمن يؤجل جلسته.. سورية ستسلّم الترسانة الكيماوية “إن وجدت”.. سورية تحارب الإرهاب الدولي على مدى عامين ونيّف.. الجيش العربي السوري يتقدم في حربه على الإرهاب الدولي..
العناوين لا تنتهي والتكهنات لا يمكن حصرها.. البعض يتحدث عن سقوط إعلامي.. والبعض الآخر يتحدث عن صمود إعلامي.. بينما البعض يجنح بخياله إلى أن جميع ضحايا الحرب مع سورية وهم إعلامي، فظيع هو المشهد السوري والعربي والعالمي.. كادت الضوابط القانونية والأخلاقية أن تفلت من يد العقلاء في كبح جماح الهوس الأمريكي في السيطرة على العالم. لا يمكن لأحد أن يتصور حجم الحريق إذا ما أشُعل فتيله في سورية وكم من الويلات والركام والقتلى ستكون ضحية الضربة الأمريكية “الخاطفة” على سورية. يمكن لمدّعي الثقافة والمسيّسين بالصدفة أن يتصوروا جحيم الحمم التي ستنتج عن الضربة المحددة والسريعة للولايات المتحدة الأمريكية وهم يتكئون على وسائد وثيرة ويشربون نخب الحرب في قصورهم الباريسية أو الخليجية ويطالبون بالحريق وهم بالخارج ينعمون بالدولارات التي قبضوها ثمناً لثرثراتهم المقرفة. فقط نحن من في الداخل السوري يحق لنا الكلام عن مستقبلنا عن حياتنا عن مصيرنا.. نحن من جعلنا أجسادنا دروعاً بشرياً فداء لسوريتنا، نحن من ننام ونستيقظ على تهديد الفكر الإجرامي المتطرف والمتخفي بجلباب الدين، نحن من تمنينا الموت ألف مرة دفاعاً عن تاريخنا، عن حضارتنا عن علمانيتنا وعلميتنا.. نحن من نبذنا التطرف بنقيضيه ذلك الذي يمثله الظواهري وقبله ابن لادن، أو التطرف بإنكار الأديان وقد يمثلهم الكيلو أو قضماني أو الأتاسي. المسبحة طويلة؛ لكن بالمجمل هؤلاء دينهم وديدنهم الدولار الأمريكي. نحن الشعب السوري بكامل أطيافه وفرادة تنوعه، شعب ينشد الكرامة وينتهج الفكر المقاوم لعدو حقيقي حاول البعض أن يحرف مساره العروبي باتجاه الصهينة على طول الجغرافيا العربية؛ لكنه توقف في أرض الشام ومع شعبها الرافض للحروب والمشرِّع أبواب بلاده للسلام العادل والشامل. وبعد؛ فلتخرس جميع أصوات الغربان التي تتحدث باسم الشعب السوري وتطالب بإبادته عبر حرب مدمرة، ولتسقط جامعة تتحدث بلسان عربي ونهج صهيوني، وليمُت الوجع أمام دمعة أمِّ الشهيد. وليصمت الجميع عندما يتحدث الأسد.
ميساء نعامة
تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 14/09/2013