الرؤية السورية الواضحة

أحاسيس متداخلة تنتاب المواطن السوري وهو يستمع إلى زعيمه.. فالنشوة والاعتزاز والشموخ والفرح الممزوج بالأسى على ضحايا الحرب العدوانية على سورية.. والإباء مع استشعار النصر القادم.
لقاءات وخطب الرئيس الأسد ينتظرها الكبير والصغير المعارض والموالي العدو قبل الصديق، وكل لقاء لا يشبه سابقه لجهة المعلومات المتجددة والمصطلحات الجديدة والأمل القريب بإعادة الأمن والأمان لسورية، أما الثوابت فلا يمكن أن تتغير لأن الرؤية السورية واضحة منذ عشرات السنين.
والسؤال المطروح ما السر الكامن في شخصية الزعيم العربي السيد الرئيس بشار الأسد؟.
قبل أي تحليل يكفي القول بأن الرئيس الأسد هو الزعيم العربي الوحيد الذي وقف في وجه تسونامي غربي كان مخططاً له أن يجتاح الوطن العربي ويطمس وجوده وحضارته وتاريخه وامتداده المتجذر في أعماق الجغرافيا العربية. والانتصار الذي بدأنا نتلمس بوادره من كلام الرئيس الأسد.. هو ما جعل الشعب السوري يستمر في مقاومته لتبعات الحرب المدبرة للبشر والحجر، والشعب السوري هو من قرّر وازداد تصميماً على أن الرئيس الأسد هو الزعيم العربي الذي لن ينتخبه الشعب السوري فقط؛ بل إن الجماهير العربية ستقول كلمتها التاريخية بأن الرئيس بشار الأسد هو زعيم العرب الذي دافع بثبات واقتدار ورجولة وفكر وعنفوان، عن العروبة وعن الإسلام بصفتهما الركيزتين الأساسيتين لبقاء الوطن العربي.
الصحف العربية والغربية غصت صفحاتها الأولى بقول الرئيس الأسد بأنه سيترشح للرئاسة والأقلام بدأت تكتب دون تعب، منها المحب والمعترف بما حققه الرئيس الأسد من نصر على إرهاب دولي قاتل بالوكالة عن جيوش جرارة، والبعض أعياه لهاثه المفلس خلف الغرب؛ فجَرّ ذيول هزيمته وانكفأ، والبعض ما يزال يضخ سمومه الإرهابية.. لكن بالمحصلة الرئيس الأسد أعلن ما كان ينتظره منه الشعب السوري ولمس بأن الشعب يريده لأن يقود سورية والعرب إلى بر الأمن والأمان وإعادة إعمار الإنسان والبلاد.
خيوط المؤامرة الدولية ضد سورية بدأت تتهالك وتتقطع أوصالها.. والمخطط الإرهابي العالمي الذي وُضعت خرائطه منذ زمن طويل بدأ يسقط وتسقط معه رؤوس ظنت أنها تكتب سيناريو الأفلام الخيالية الهوليودية.. الجمهورية العربية السورية هي الحقيقة الوحيدة التي غابت عمن كتبوا وخططوا وحاكوا مؤامراتهم وعقدوا مؤتمراتهم ومدوا مدهم الإرهابي القذر باتجاه سيدة العالم سورية. أجل هي سيدة العالم الوحيدة التي شهدت ولادة التاريخ الإنساني الأول وهي الوحيدة التي تعرف آلام الولادة ونشوة الفرح بمولود جديد معافى من كل مورّثات الجهل والتخلف الفكري والعقلي. سورية المتجددة ستشهد النصر القادم على إرهاب دولي أثقل كاهلها لكنه لم ولن يكسر ظهرها بل زادها قوة وتصميماً على النصر والبناء والعطاء والاستمرار في رفد الحضارة الإنسانية بنتاج العقل السوري الخلاق.
من يعتقد أن مؤتمر جينيف 2 على الأبواب والحل السياسي المرتقب سيبدأ من هناك وبقرار دولي، يخطئ لأن المعركة على الأرض في خواتيمها لصالح الجيش العربي السوري المغوار، وأن قرار السلم والحرب هو قرار سوري بامتياز فقد حسم السيد الرئيس بشار الأسد الأمر في خطاب الحل في السابع من كانون الثاني لعام 2013. حين أكد على أمرين اثنين: الحوار الوطني الشامل للوصول إلى ميثاق وطني يتمسك بسيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها ورفض التدخل في شؤونها ونبذ الإرهاب والعنف بكل أشكاله، ومكافحة الإرهاب، لأنه مع القضاء على الإرهاب تصبح ملامح المرحلة القادمة أوضح وإمكانية النجاح أكبر.
وبعد، هل من مشكك بوضوح الرؤية السورية؟.

ميساء نعامة

تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 25/10/2013

Scroll to Top