الإرهاب الأسود بدأ يستشري

سورية تدافع وتدفع أذى الإرهاب عن المنطقة والعالم.. هذه المقولة عندما انطلقت من سورية لم تجد آذاناً صاغية من قبل دول المنطقة التي تغذي الإرهاب في سورية عبر توريد المال والسلاح وتؤمّن للإرهابيين التدريب المستمر على القتل والتنكيل وأبشع أنواع الإرهاب الإجرامي من تقطيع الرؤوس إلى أكل الأكباد وفتاوى أكل لحوم البشر التي حرمها الله في كتابه الكريم.
الإرهاب السرطاني لا يرحم البشر ولا الحجر ولا التاريخ ولا الجغرافيا ولا شيء على الإطلاق.. الإرهاب فعلاً يحتاج إلى طبيب ماهر يعرف كيف يستأصل السرطان ويحافظ على سلامة بقية الجسد العربي.. لكن هناك مرضى لا يدركون أهمية وصفة الطبيب فيصدّرون الإرهاب السرطاني دون جدوى. لا يمكن أن يدرك من يصدّر الإرهاب خطر الوقوع في مستنقع الإرهاب.. فالإرهاب لا دين له ولا وطن ولا هوية، هوايته وقوام عقيدته القتل والتدمير والبطش.. سورية تخوض معركتها ضد الإرهاب نيابة عن جميع دول المنطقة والعالم؛ فهل تدرك دول الجوار السوري أن الإرهاب متى امتدّ لا يمكن أن ينأى عن تدميرها؟.
هو السؤال الصعب الذي يجب أن يجيب عنه من يعرف حق المعرفة أن لبنان الشقيق أصبح ممراً ومقراً ومصدراً للإرهاب وأنه سيكتوي بناره الحارقة. كذلك الأردن الشقيق والسعودية وقطر وغيرها من البلدان التي تعلم أو لا تعلم أنها تلعب بنار الإرهاب وأن هذه النيران متى امتدت لن تقف عند الحدود السورية بل ستمتد إلى ما لا نهاية.. لهذا كله أدركت سورية خطر الإرهاب وبدأت تقطّع أوصاله وتطفئ نيرانه، ففي الجوار أهل وخلان وأقارب لا علاقة لهم بسمِّ العقارب، وسورية لا تدافع وتدفع بلاء الإرهاب عن الشعب السوري فقط بل عن الشعوب العربية بكاملها لأن رابطة العروبة أقوى وأمتن من أن تصبح ماءً. أما الجوار التركي فمصيبتنا مع حكومته الإخوانية كبيرة لأن الشعب التركي بكل ما يحمله من أفكار متنورة ومنفتحة على الآخر بحب وحضارة الأفكار التي زرعها زعيمهم أتاتورك في وجدانهم، هو براء من أفعال هذه الحكومة، هذا الشعب العريق الذي تم سحقه وقمعه في الساحات التركية بعنف قلَّ نظيره من قبل المتحجر أردوغان الذي أدرك متأخراً أن الإرهاب الذي يغذيه ويدربه ليقتل الأطفال والنساء والشباب في سورية بدأ يرتد عليه.
أما آل سعود الذين نفثوا كل سمومهم في الضاحية بتفجيرين مروّعين لا يمكن أن يمروا دون عقاب من شعبهم الذي سينتفض ضد إجرامهم وتسلطهم ونهبهم لثروات منطقة الحجاز ونجد، أو ستفكر عنهم الولايات المتحدة الأمريكية كما هي العادة، ويعلن قريباً عن انقلاب أبيض يتجدد فيه الرأس العفن برأس شيطاني وتنطلي الحيلة على الشعب السعودي كما انطلت على الشعب القطري. لعبة الأمم تدور رحاها، محراكها الإرهاب وأدواتها البشر الذين تحولوا إلى ذئاب بعد أن تم غسل أدمغتهم وتدريبهم على القتل والذبح واستباحة الأعراض بحجة جهاد النكاح.
خلاصة القول: لا يمكن القضاء على الفكر التكفيري بكل ما يحمله من إرهاب يقضي على الإنسانية ويحول الحضارة إلى غابة يغيب عنها العقل؛ إلا من خلال الفكر المقاوم للإرهاب والتخلف والجهل والاستعمار بجميع أشكاله، وسورية اليوم هي رأس الحربة لمحور المقاومة تدافع وتدفع بلاء الإرهاب عن جميع شعوب العالم.

ميساء نعامة

تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 24/11/2013

Scroll to Top