يقرأ المراقبون الإجماع الدولي مع مجموعة (5+1) بأن استمرار تخصيب اليورانيوم في إيران هو اعتراف دولي بحق إيران في امتلاك الطاقة النووية السلمية، وأنه انتصار جديد يضاف إلى انتصارات محور المقاومة وأن العالم كله سيشهد حالة انقلاب إيجابي أو أبيض يعيد الاعتبار إلى التوازن الدولي ويحفظ السلم والأمن الدوليين.
قلناها سابقاً سورية ستعيد تشكيل خارطة القوى في العالم.
من روسيا التي استعادت دورها الفاعل والقطبي على مستوى العالم وصعود إيران كقوة صاعدة بقوة امتلاكها مفاتيح العلم، والصين الصاعدة من تحت البركان وسورية التي تسجل انتصارات كاسحة على الإرهاب الدولي الذي تم استحضاره من جميع أنحاء العالم بفعل المال الخليجي وبتحريض على الفتنة الطائفية من قبل قنوات الفتنة، الجزيرة وأخواتها التي أفلست وفقدت مصداقيتها وجماهيريتها وسقطت كما سقط الإرهاب صريعاً أمام صمود الشعب السوري وبسالة الجيش العربي السوري وحكمة القيادة السورية وشجاعتها..
الإرهاب عدو الإنسانية، جملة تختصر كل ما يمكن أن يقال. فلا يمكن لمرتكبي جرائم الإرهاب أن يتألموا لمشهد ضحاياهم، وآخر همّهم أن يحصوا عدد ضحايا إجرامهم.. لا يهمّ إن مات طفل يحمل حقيبة مدرسية أو جندي يحمل بندقية ليدافع عن بلاده، لا يهمّهم عدد الساعات التي سهرتها الأمهات من أجل تربية وتنشئة فلذات أكبادهنّ الذين فقدنهم نتيجة الإرهاب الأسود كقلوب من يمارسونه عن سابق قصد وتصميم..
قصة الإرهاب في سورية كانت غائبة عن حكايا الأمهات والجدات لأنها حالة طارئة وغريبة ومنبوذة من قبل الشعب السوري الذي يؤمن أن الانتحار حرام وتعاقب عليه جميع الأديان السماوية، وقتل المؤمن لأخيه المؤمن حرام، وأن الفتاوي التي تخالف شريعة الخالق وشريعة الأخلاق والقانون محرّمة.
الإرهاب الذي يحصل في سوريتنا الحبيبة سبق خيال جميع الأدباء لأنه الفاصلة المُرة التي تنقلنا من الحضارة إلى اللاحضارة، من الإنسانية إلى اللاإنسانية، من الدين إلى اللادين، من الخوف والحذر إلى التحدي والصمود من أجل عودة الأمن والأمان لسوريتنا التي نعرفها بجمالها ودلالها بغنجها وأنوثتها..
سيدة العالم سورية يريدون أن يستروا مفاتنها بحجاب أسود بلون الإرهاب المقيت.. لكن هيهات أن يستطيعوا حجب نور الشمس وربّة الوجه الصبوح وقبلة العالم وموطن الإنسانية الأولى.
سيدة العالم.. لا تحزني ولا تهني فقادمات الأيام ستعيد لجيدك الفتّان عقدك المشغول بأيدي جميع السوريين وستعمي ألوانه المزركشة والمعشّقة بفسيفسائية تذهل عيون كل حاسد وكلّ الذين يريدون مسَّك بسواد قلوبهم الحاقدة.
مقبرة الإرهاب ستكون في سورية، وإن بقينا أحياءً سننثر الورود على قبور شهداء الوطن، سنحدث الأجيال عن مرحلة مرة من تاريخنا الحديث أراد الغرب الاستعماري وذيوله من العربان أن يسقطوا قلعة العروبة ومنارة العرب، لكنهم تحولوا إلى سراب وارتقت أرواح الشهداء إلى سماء الوطن لتصبح منارات تضيء لنا المستقبل الآتي، وسنسمع شآمنا بصوت كوليت الخوري ونغنّيك شآمنا مع فيروز، ونفتح دواوين الشعر لنقرأ لنزار والمعري وسليمان العيسى وبدوي الجبل وغيرهم.
ميساء نعامة
تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 30/11/2013