عندما يكذب أوباما!!

أوباما كان يعرف أن جبهة النصرة هي من استعمل غاز السارين ضد المدنيين واستقدمته في براميل كُتب عليها صنع في السعودية، ونحن كنّا نعلم أن أوباما كان يكذب كما كذب سلفه جورج دبليو بوش.. وإعلامنا السوري المقاوم استحضر الأدلة والبراهين بما لا يدع مجالاً للشك بأن المجموعات الإرهابية على اختلاف تسمياتها هي من استعمل الكيماوي وضرب المدنيين والجيش العربي السوري وشاهدت لجنة التحقيق الأممية بأم العين إصابات من قبل المدنيين والعسكريين الذين تعرضوا لغاز السارين الذي استعملته المجموعات الإرهابية لتقضي على جنودنا ومواطنينا، ومن أجل تشويه سمعة الجيش العربي السوري الذي يحقق انتصارات أسطورية على جيوش إرهابية استُقدمت من جميع أنحاء العالم للقضاء على قلعة الصمود سورية ورأس الحربة لمحور المقاومة.
اليوم انكشف المستور ومن لسانهم يدانون، فقد كشف الصحفي سيمور هيرش أن أوباما كان يعلم علم اليقين أن من استعمل الكيماوي في سورية هو جبهة النصرة وأخواتها؛ لكنه كذب من أجل تمرير تدخّله المباشر في سورية، إلا أن حكمة القيادة السورية سحبت الذريعة منه وتحاشت الدمار والهلاك للشعب السوري فيما لو تحققت الضربة الأمريكية العسكرية تاركة للأيام أن تكشف المستور.
اليوم انكشف المستور واتضحت الحقائق والتصقت بأوباما العاري سياسياً لعنةُ الكذب التي ستلاحقه حتى بعد مماته.
يبدو لي أن الكذب عنوان جديد لمرحلة تاريخية آيلة إلى السقوط، فعندما تبنى الأمم على المعايير والقيم الأخلاقية والقانونية يعني أنها تستمر لعهود وقرون طويلة بمعنى أن عمر تلك الأمم يطول بحسب تمسكها بمعايير قيام الدولة؛ هذا الاستنتاج ينسب لمؤسس علم الاجتماع المفكر ابن خلدون الذي تحدث عن قيام الدول وأعمارها، أما الدول التي بُنيت على الكذب والاستعمار والانفلات من المعايير الأخلاقية والقيمية فإنها تكتب نهايتها بيدها..
منذ أن احتلت الولايات المتحدة الأمريكية أرض الهنود الحمر وأقامت دولتها على إبادتهم.. وهي تنتهج الكذب والاستعمار واستباحة الدول الصغيرة بحجج واهية، وسخّرت لحربها ضد البشرية معظم الفلاسفة، وفصّلت النظريات على مقاسها الاستعماري.. كما أنها سخّرت الدراما الهوليودية ونجومها “جورج كلوني بصفته الشاهد الفني على تقسيم السودان وإنجيلينا جولي بوصفها حمامة السلام الأمريكية” لمصالحها الحربية ضد الشعوب والدول المستضعفة ومررت من خلالهم مشروعها الأساس: بناء الإمبراطورية الأمريكية المهيمنة على العالم ومقدرات الدول والشعوب.
قد تكون المحطة الأهم في تاريخ البشرية جمعاء هي الحرب مع سورية، حيث توقف المشروع الأمريكي وبدأت أوراقه تسقط الورقة تلو الأخرى بعد أن استطاع محور المقاومة عبر سورية كشْف الوهن الأمريكي وعرّى نفاقهم السياسي والاقتصادي والإنساني، عندما انبري قادة العالم في الدفاع عن الوهم.. ويكذبون لأجل غاياتهم في المزيد من السيطرة على العالم.. ويتعامون في الوقت ذاته عن حقائق مثبتة بشواهد رُصدت بالصوت والصورة. ويلتئم شمل العالم في جمعيات عمومية لحقوق الإنسان ومجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وغيرها من الهيئات الدولية لإثبات الكذب وتغييب الحقيقة.
يحق القول بأن كل هذه الجمعيات والمجالس والهيئات الدولية يجب أن توحّد اسمها لأن هدفها واحد كأن يكون: الجمعية العمومية لحقوق الولايات المتحدة الأمريكية في سلب وسرقة حقوق المستضعفين.. أو مجلس الأمن الدولي الأمريكي، ويجوز اسم: الجمعية العامة للولايات المتحدة الأمريكية، كما تصح تسمية جمعية العفو بالعفن الدولية. لقد استمرأ الغرب وعلى رأسهم أمريكا لعبة الكذب ونشر الوهم لتغطية الواقع، كما أن بعض العرب غاصوا حتى الركب في وحل انحطاطهم وسيرهم خلف سلسلة من الكذب الغربي.. لكن قوة الحق تبقى هي الفيصل بين الحقيقة والوهم، كما أن للجيوش العربية، التي خاضت حروب العزة والشرف، القدرة على حفظ القانون وحماية السيادة، هذه القوة خبرناها، وما زلنا، على الأرض السورية واليوم نشهدها حقيقة ماثلة في بلد الكنانة مصر العربية، وغداً ستتحرك جميع الجيوش العربية لحماية العروبة من الاستلاب.. فلا القرارات ولا الاجتماعات الدولية ولا الجمعيات ولا مجالس الأمن يمكن أن تكسر إرادة الشعب العربي، وتجعله ينتفض بثورة حقيقية على الدجل والكذب وما لفّ لفّهما من ديمقراطية مازالت شواهدها تنبئ عنها في أبي غريب وليبيا وتونس وغيرها.. ثورة تحافظ على السيادة ولا تبيعها، ثورة تجيد تحديد بوصلتها باتجاه العدو الحقيقي الجاثم على أرض فلسطين العربية المحتلة.. ثورة تقضي على التخلف والبربرية وتحارب الإرهاب المصّنع في دول الغرب.. ثورة تنصف الدين الإسلامي وعماده العلم لا القتل وتقطيع الرؤوس وأكل الأكباد.. هي الثورة الحقيقية التي تحارب من أجلها سورية فتقضي على الإرهاب أينما وجد وتحافظ على سيادتها وتعيد أمنها وأمانها.. هي ثورة إصلاح وتطور بهمّة وقوة وبطولات الجيش العربي السوري تحت قيادة رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد.

ميساء نعامة

تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 14/12/2013

Scroll to Top