الداعشيون… يعدمون فيروز

وعليكِ عيني يا دمشق.. فمنك ينهمر الصباح..
كتبها سعيد عقل وأضافت عليها الكبيرة كوليت الخوري.. والسماح.. وغنتها الرائعة فيروز.
لا يمكن للمرء أن يمر مرور الكرام على اللئام الذين يقطرون سُمّاً وإجراماً تجاه رمز فني اتسع طيفه ليشمل الوطن العربي من الماء إلى الماء.
فيروز الرمز الوطني الذي تُجمع معظم الشرائح العربية على حب صوتها وتغريدها الذي أنعش الصباحات العربية على مدى عشرات السنين، ومن المرجح أن يستمر العشق الفيروزي من قبل الجماهير العربية لمئات السنين.
فيروز التي غنت للقدس ورتلت الصلاة لعودتها، وفيروز التي أعلنت النصر التشريني عبر أغنية “خبطت قدمكم على الأرض هدارة”. وفيروز إسوارة العروس، لا تحتاج لتصريح المبدع زياد الرحباني لتأكيد موقفها الوطني المقاوم ولا تحتاج لشهادة حسن سلوك وطنية ممن أيدوا محبتها لسيد المقاومة، ولن تُنقص من ملائكية صوتها أصوات النشاز الذين نبحوا ضدها.
ما استوقفني من كل هذا التسونامي الذي حدث على وقع إعلان زياد الرحباني أن فيروز تحب السيد حسن نصر الله، أولئك الذين أعدموا فيروز لفظياً وأطلقوا عليها رصاصة الموت القاتلة فنزعوا عنها روح الحياة.
وأسأل ما الفرق بين من أطلق على السيدة فيروز لقب الراحلة وهي على قيد الحياة وبين من حطم تمثال السيدة العذراء؟
إنني لا أجد فرقاً بين من أعلن وفاتها، أطال الله في عمرها، وبين من يذبح البشر بدم بارد. لا يمكن لمن حمل السكين وتلذّذ في ذبح البشر أن يدرك أهمية شريان الحياة السوري بالنسبة للمنطقة ككل، ولا يمكن لمن اعتنق الفكر التكفيري أن يتلمس نعمة الصباح ويتعاطى السماح. لا يمكن للإرهابيين ومن يقفون خلفهم ويذكون فيهم روح الإجرام والقتل والسحل والذبح.. أن يدركوا إنه متى توقف الصباح عن الظهور في دمشق أسدل السواد ستائره حداداً على زمن من السماح
الدمشقي.
وبعد؛ هل للعالم أن يستفيق من وهم السقوط الدمشقي؟ فطالما أن سيفها الدمشقي ينتصب شامخاً على يمين ساحة الأمويين ويحرسهما قاسيون، ليرخي ظلال شموخه وحنانه على جميع أنحاء سوريتنا.. ستبقى دمشق قلب العروبة النابض وستبقى سورية قلعة العرب وسيبقى قاسيون شامخاً إلى أبد الدهر، وستبقي يا شَـامُ، بَوّابَةَ التّارِيخِ، تَحرُسُـكِ الرِّمَاحُ.

ميساء نعامة

تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 28/12/2013

Scroll to Top