الرؤساء القادة (3 – 15)

من دقات الساعة السورية تغيّرت كل المعاني وعادت التواريخ لتسجل انتصارات كان بعض العرب استسلموا إلى حتمية عدم عودتها مثلما استسلموا لتجريدهم من عقيدتهم وإنسانيتهم.
حرب السادس من تشرين كانت الصدمة التي أيقظت العالم وكانت الولادة الفجر لكل الأيام الآتية من بعيد؛ التي طوت عصراً تراكمت فيه الهزائم حتى أثقل النوم أجفان العرب على مشاعر المرارة، وأزالت طعم الانكسار فاتحة باب الانتصارات على العدو الصهيوني، الذي تلقّى أولى الضربات التي قهرت جيشه الذي كان يُظن يوماً بأنه لا يقهر.
رفع العلم السوري مغازلاً شمس صباح عربي جديد شهد على قهر إسرائيل وانكسارها أمام جبروت رجال الجيش العربي السوري، جيش الشعب والعقيدة، جيش حمل رسالته الوطنية والقومية وأدّاها بصدق وشرف وبطولة، وقدّم في سبيلها بكل شموخ وكبرياء وفداء التضحيات الغالية.
النصر العسكري في حرب تشرين أتبع بجهد سياسي واسع ومكثف لا يكاد يقل أهمية عن الجهد الحربي، فقوة القرار السياسي السوري ورصيده ودوره المتنامي في المحافل الدولية جعل سورية تحتل مكانة كبيرة على خارطة الشرق الأوسط والخارطة الدولية وهو ما أكسب القيادة السورية المصداقية أمام العرب والعالم.
هذه القيادة التي حرصت على توحيد الصف العربي، ولم تفرّط عسكرياً أو سياسياً بذرّة واحدة من الحق العربي ورفضت في سياستها تقديم أي تنازل عن الحق القومي واستطاعت أن تُلحق الهزيمة بكل الأعداء مثلما استطاعت إسقاط كل المخططات المشبوهة والسوداء المرسومة للمنطقة تحت مسميات عدة ليس آخرها مشروع الشرق الأوسط الجديد.
الحركة التصحيحية ليست مرحلة ولا سياسة عابرة بل هي في واقع الأمر زمن عربي جديد وقدر عربي مستقبلي محوره الفكر المقاوم وحامله قرار النصر والانتصار.

ميساء نعامة

تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 05/04/2014

Scroll to Top