الرؤساء القادة (10 – 15)..الأسد يقلب الطاولة على رأس الأعداء

الصمود السوري أحبط مخططات العقل الصهيوني وانتزع منه لحظة الانتصار ليحولها إلى انتصار مضاد، ويحافظ على سورية السيدة الحرة المستقلة بقرارها والمتحكمة بمصيرها.
 ما دفع العقل الصهيوني إلى محاولة التدخل العسكري المباشر عبر البوابة اللبنانية، إلا أن مغامرة العدو الصهيوني في فتح جبهة الجنوب اللبناني وإشعال الحرب في لبنان الشقيق، كلفته هزيمة مروعة على يد المقاومة اللبنانية البطلة وانهزم الجيش الذي قُهر على يد محور المقاومة الصلب الذي أعد العدة والعتاد والخطط النوعية التي جعلت جنود العدو الصهيوني يغادرون المعركة ودموعهم تسبق ذيولهم التي جرجروها بخيبة المهزوم والمكسور.
انتصار محور المقاومة في تموز 2006 لقّن محور الاعتلال العربي والغرب المتصهين الدرس الأقسى في تاريخهم الوسخ.
وظهور القادة الثلاثة، الرئيس الأسد والسيد حسن نصر الله والرئيس أحمدي نجاد، في اجتماع هو الأول من نوعه صدّر للعالم رسائل متعددة مفادها أن قوة الحق لا يمكن أن تقهر وأن الفكر المقاوم هو المنهجية الوحيدة التي تحمي الوجود العربي والإسلامي وتعيد جميع الأراضي العربية المغتصبة وفي مقدمتها فلسطين العربية وعاصمتها القدس.
انتصار الفكر المقاوم أكسب الرئيس الأسد جماهيرية شعبية واسعة على امتداد ساحة الوطن العربي، ما دفع الجماهير السورية إلى ملء الساحات مع قرب الاستفتاء الرئاسي للعام 2007 ليفوز الرئيس الأسد بفترة رئاسية ثانية بتأييد جماهيري منقطع النظير، والملفت أن التأييد الشعبي لم يقتصر على السوريين بل أن شعبية الرئيس بشار الأسد شملت الجغرافيا العربية من الماء إلى الماء.
مع تاريخ 17 تموز 2007 بدأت مرحلة سورية جديدة وفتح الرئيس الأسد البلاد على نهضة شاملة تعدت الحدود السورية ليشمل مخططه النهضوي الوطن العربي والمحيط الإقليمي.
في قمة دمشق 29 مارس/آذار 2008 ظهر الرئيس الأسد كقائد عروبي منفتح على القضايا العربية وأعاد للذاكرة العربية أن فلسطين العربية المحتلة هي القضية المركزية للعرب، ونجحت القمة رغم محاولات بعض الحكام العرب ممن وصفهم الرئيس بشار الأسد بأشباه الرجال ولأنهم ساهموا في إطالة العدوان على لبنان الشقيق، ولأنهم دفعوا العدو الإسرائيلي إلى توسيع رقعة الحرب لتصل نيرانها إلى سورية وصلتهم الرسالة من الرئيس بشار الأسد حتى دون أن يسميهم، لكن حقدهم المتراكم من الهزائم المتلاحقة جعلهم يعملون كل ما بوسعهم من أجل تعطيل قمة دمشق بالاتفاق مع الدول الغربية المحركة لهم، ولكن القمة العربية انعقدت وسجلت انتصاراً سياسياً جديداً لسورية.
أبدع الرئيس الأسد نظرية تشبيك البحار الخمسة وكان الهدف من المشروع قيام تحالف اقتصادي من أطراف متضادة سياسياً، ولكنها قادرة على الانعتاق أو الخروج من سيطرة الإمبريالية الاقتصادية. وكان يعتقد بأن هذا التشبيك الاقتصادي يمكن أن يؤدي إلى نتائج تقارب في السياسات ويجعل لسورية دوراً مركزياً يوفر لها الحماية من سطوة العداء الأميركي والصهيوني للدولة الوطنية السورية.
ما يمتلكه الرئيس بشار من عقل منفتح واع لقضايا وطنه والأمتين العربية والإسلامية، وهو القارئ المتعمق لتاريخ منطقة الشرق الأوسط واطلاعه الواسع على التطور الحاصل بالعالم، ويزيده علماً ومعرفة أنه القائد العسكري المحنك القوي والقادر على إدارة المعارك بالوجهة التي تصل به إلى الانتصار، زلازل أركان الصهيونية العالمية بدأت تتبع منهجية جديدة لتصل إلى النيل من شموخ هذا القائد العظيم الذي لم تهزه الرياح العاتية ولا الأمواج العالية.
لكن القائد الشامخ أطل على العالم واختصر كل ما يمكن أن يقال بمفردة خسئتم.

ميساء نعامة

تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 24/05/2014

Scroll to Top