الرؤساء القادة ( 12 – 15) انتصرت سورية

وانتصر القائد بشار الأسد وانتصر الشعب العربي السوري، ما تشهده سورية اليوم من حالة الانفتاح الديمقراطي المرتبط بالتاريخ والحضارة والجذور السورية الأصيلة، هو تعبير واضح عن الحالة الديمقراطية المنبثقة من الوجع السوري الذي كابر وصمد على حرب شاركت فيها جميع دول العالم من أجل كسر الإرادة السورية المحبطة لجميع المشاريع الاستعمارية في الوطن العربي.
يبرز الاستحقاق الرئاسي اليوم كأحد أهم بوادر الانتصار السياسي على قوى الشر في العالم، تلك القوى ما تزال تحيك خططها من أجل تعطيل الحياة السورية.
السوريون أدركوا هذه الحقيقة من اليوم الأول للحرب التي اشتركت فيها دول عربية وإقليمية لتحقق هدف الصهيونية العالمية في تدمير سورية شعباً وتاريخاً وحضارة والقضاء نهائياً على الإسلام الشامي المعتدل وإبداله بالإسلام السياسي.
هي معركة الفصل وما بعد انتصار الاستحقاق الرئاسي ستبدأ معركة الانتصار الكامل على الإرهاب الدولي ومن ثم ستبدأ عملية إعمار الإنسان العربي السوري الذي بسواعده وعقله الناضج المنفتح على حضارة الأجداد وحركة التطور العالمي سيعيد إعمار سورية .
المشهد السياسي بات اليوم أكثر وضوحاً ومن كان ينظر إلى وباء الربيع العربي من زاويته الضيقة، استعاد نظاراته الطبية وأزال غشاوة الرمد الربيعي الصهيوني وبدأ يمسك بخيوط اللعبة الصهيوأمريكية ويفككها الواحد تلو الآخر..
لكن السؤال الذي يُطرح بقوة اليوم كيف يمكن لمن أعمى الله قلوبهم أن يكتشفوا اللعبة لولا الانتصار السوري الذي حصل على الأرض السورية والقضاء على جيوش الإرهاب المصنّع صهيونياً؟
إن تصحيح البصر والبصيرة ما كان ليحدث  لولا الانتصار السوري المدوي ولولا حكمة وحنكة وقوة وصمود الرئيس الأسد في إدارة الحرب وتحقيق الانتصار تلو الانتصار وما تصدّيه للمعركة الانتخابية إلا نوع من أنواع التصدي للمخطط الإرهابي الذي يحمل في أهم بنود خططه وصول سورية إلى الفراغ الدستورية وضياعها.
يمكن للعالم كله أن يشهد بأن الرئيس بشار الأسد اجتاز أهم وأخطر تحدٍ يمكن لقائد أو زعيم أن يواجهه.
 الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية بفوز ساحق بنسبته المئوية وبالمشاركة الجماهيرية الواسعة، هذا الفوز لم يكن وليد يوم الاستحقاق الانتخابي الذي أقبل عليه معظم السوريين..
 في الخارج زحفوا بطوفان بشري أذهل العالم وأوقف دورتهم الدموية فاصفرّت الوجوه وتوقف حتى السمّ في حلوقهم التي خرست عن تزوير أو فبركة الصورة التي كانت أصدق من أية فبركة أو كذب مارسوه لمدة ثلاث سنوات من عمر الحرب على سوريتنا الغالية.
أما جماهير الداخل فمارسوا حقهم الانتخابي وسماء الأعداء تمطر عليهم قذائف الهاون وتضع في دروبهم العبوات الناسفة والسيارات المفخخة وكانت قبل يوم الاستحقاق الرئاسي هوّلت وهددت كل من يدلي بصوته في الانتخابات.
لكن الشعب السوري الأبي تلحّف سماء الوطن ونزل إلى مراكز الاقتراع حتى الغرف السرية لم يستخدمها غالبية المنتخبين لأنهم أرادوا أن يلقنوا العالم درساً في الوفاء لقائد صمد وحارب الإرهاب وحمى سورية الوطن من التفتيت والتقسيم وخربط جميع خرائط الأعداء وفكّك جميع مخططاتهم الإرهابية.
الشعب السوري اختار بأغلبيّته الساحقة القائد بشار لأن سورية التاريخ والحضارة والمهد السماوي لا يليق بها إلا قائد جاء من رحمها وشرب من عذب سلسبيلها، ونهل من ثقافتها وتراثها وعظمة تاريخها فامتطى صحوة المجد وانطلق ليحمي عرينها.
الاحتفالات التي عمّت شوارع دمشق في اليوم الانتخابي / 3/ 6/ 20014/ ومسيرات السيارات التي أغلقت شوارع سورية و الزغاريد التي أطلقتها النساء في يوم النصر العظيم اخترقت جدران المنازل وعمّت الأفراح من قلب الآلام ليشهد العالم كله ولادة سورية؛ وهل أجمل من فرحة الولادة بعد لذة الآلام!
هي حقيقة لا يمكن أن تدركها السيدة كوندي عندما تحدثت عن مخاض الشرق الأوسط الجديد، حقيقة الفرح بالمولود الجديد لا تدركها إلا الأمهات السوريات وبالتحديد أمهات الشهداء العظيمات.
4/6/ 2014/ سيبقى العلامة الفارقة في تاريخ سورية الحديث لأنها لحظة إعلان النصر.
هذا النصر العظيم لسورية توقعته معظم الصحف الغربية والأمريكية التي أجرت استطلاعاتها ودراساتها وسخّرت مراكز المعلومات لديها واعترفت في صحفها أن شعبية القائد بشار الأسد زادت أضعافاً مضاعفة مع سنوات العدوان على سورية.
ما دفع قادة تلك البلدان إلى منع عملية الانتخابات السورية في السفارات السورية، والإيعاز لبعض الدول العربية بشعوبها والعبرية بقادتها أن تعطل الاستحقاق الرئاسي السوري، لكن الشعب السوري العنيد أصرّ على المشاركة في انتخابات هي بمثابة كرامة لسورية وللسوريين وسافروا إلى أقرب بلد توجد فيه صناديق انتخابية ومنهم من حجز بطاقة طيران ذهاب وإياب إلى سورية فقط للإدلاء بصوته والتعطر برائحة الوطن ومن ثم السفر.
الشعب السوري العتيد أذهل العالم كما قائده كما جيشه البطل، لتصبح سورية خير أنموذج لتصدير الديمقراطية الحقيقية وأنموذج للصمود وأنموذج للانتصار.

ميساء نعامة

تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 07/06/2014

Scroll to Top