الرؤساء القادة (15 – 15).. الرئيس الأسد يمسك بجميع ملفات المنطقة

حقيقة لم يعد ينفع معها الاختباء وراء الإصبع، الشعب السوري من خلال التحامه بجيشه وقائده وأرضه استطاع الانتصار على الحرب المعلنة عليه، تلك الحرب التي حاولت الدخول إلى النسيج الاجتماعي السوري المتين ففشلت في كل لبوس ارتدته في كل مراحل الحرب على سورية، حتى لبوس الإرهاب الأبشع في تاريخ البشرية ارتدّ على أعقابه أمام جبروت رجال الجيش العربي السوري وكل أشكال تجميع وتدريب وتصدير الإرهابيين من جميع أنحاء العالم ورميهم في الوطن السوري على أمل إحداث خلل في بنيان الدولة السورية، وضرب بنيتها التحتية وتقسيم كيانها إلى كيانات فئوية وطائفية، وإحداث شرخ اجتماعي في مكونات نسيج العلاقات الإنسانية والاجتماعية بين أفراد الشعب السوري فشلت.
وكل ما حلم به العقل الصهيوني تلاشى وسقط عند أقدام أبطال الجيش العربي السوري، وتماسك أفراد الشعب السوري وصموده، وإصرار الدولة السورية على ترميم ما خرّبته التنظيمات الإرهابية.
العقل السوري انتصر على كل ما حاكه وخطط له العقل الصهيوني، وهذا يعني أن الرئيس بشار الأسد أصبح يملك جميع مفاتيح الملفات العالقة في المنطقة، فالرئيس الأسد عندما وقف في وجه الحرب الإرهابية لم ينظر إلى المشهد من الزاوية السورية فقط بل إن مكونات المشهد المحلي والعربي والإقليمي والدولي كانت وما تزال في مرمى الرؤية الواسعة والشاملة عند الرئيس الأسد.
لذلك لم يعد مستغرباً أن تلجأ الدول العظمى والدول الإقليمية إلى طرْق الأبواب السورية لتتعلم أساليب وطرائق مكافحة الإرهاب الذي ستصل مراميه إلى قلب الدول التي صنعته.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما وبحسب إقراره الأخير في المقابلة التي أجراها مع شبكة CBS NEWS وصف «المعارضة السورية المعتدلة» بالفانتازيا الإعلامية التي استهلكت وقتاً كبيراً منه، وهنا لا يمكن أن نقرأ هذا الاعتراف خارج سياق التحول السياسي والإعلامي في الولايات المتحدة الأمريكية وأولها رسائل سيناتور فيرجينيا السيناتور الأمريكي ريتشارد بلاك الذي رأى في الانتخابات الرئاسية السورية نصراً مدوّياً للشعب السوري على الإرهاب.
التسريبات الإعلامية تتحدث عن وفود غربية بدأت بطرْق الأبواب السورية سراً لاستجداء التعاون السوري في ملف الإرهاب، فيما الإعلام الغربي قطع أشواطاً في دقِّ ناقوس الخطر من الإرهاب الراجع إلى الدول الداعمة له.
العيون العمياء والآذان الصماء التي كانت قبل حين لا ترى ولا تسمع ما كانت الإدارة السورية العليا تقدمه من أدلة وبراهين على تمدّد خطر الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وانقلاب قادة الإرهاب على مشغّليهم، كان يلقى عند العالم المتحضر وأدواته في المنطقة الاستهزاء بما يقال في سورية.
وعندما كانت الإدارة السياسة السورية العليا تعرض ما كانت تقوم به العصابات الإرهابية بتنظيماتها المختلفةِ الأسماء والموحدةِ المنبع، وتقدم الصور والأسماء والفيديوهات إلى الهيئات والمنظمات الدولية، كان العالم لا يعير تلك الوثائق المقدمة من قبل الدولة السورية أي اهتمام.. كيف لا ولتلك الدول اليد الطولى في تصنيع تنظيم القاعدة الإرهابي وكل ما انبثق عنه من تنظيمات إرهابية أخرى ليس آخرها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يعرف بـ “داعش”.
إذاً، المشهد الإرهابي بدأ يرتدّ على أعقابه وسورية عرابة مكافحة الإرهاب، وقادمات الأيام ستشهد..

ميساء نعامة

تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 28/06/2014

Scroll to Top