ما المرحلة التي يمر بها الوطن؟

الوطن يمر بمرحلة دقيقة جداً.. سورية تمر بأخطر المراحل التاريخية.. الوطن العربي يمر بمرحلة مصيرية.. تتباين المفردات وتتبدل المصطلحات لكن الحقيقة الوحيدة أنّ الأقطار العربية منذ عهود طويلة تمر بأخطار ومخاطر والعقل الاستعماري يريد أن يلغي أثره وتاريخه وحقيقية وجوده الإنساني..
والسؤال الجوهري في أي مكان وزمان لم يكن الوطن العربي مهدداً ومحاصراً وثرواته المعدنية والبشرية مستهدفة؟ بل يمكن أن يُطرح السؤال بشكل آخر، ما هي المرحلة الزمنية التي خلت من الأطماع الاستعمارية في إلغاء الوجود العربي والقضاء على الروابط العربية المشتركة ومن ثم السيطرة على الجغرافية العربية من الماء إلى الماء واستغلال ثرواتها الطبيعية والبشرية؟
الحقيقة الوحيدة الساطعة أنّ الاستعمار هو الاستعمار مهما اختلفت أقنعته وأشكاله وطرائق دخوله إلى وطننا العربي، وأن داعش وأخواتها لن تكون آخر الأقنعة وآخر الأشكال الاستعمارية، هذه الحقيقة غائبة أو مغيبة عند بعض العرب ونراهم في معظم الأحيان يبحثون عن طواحين الهواء ويقاتلونها بينما العدو يسرح ويمرح ولا يجد في ساحة القتال إلا سورية التي حصّنت نفسها بالوعي وكشف الستار عن أساليب الاستعمار قديمه وجديده ووطدت علاقاتها الإستراتيجية فشكّلت حلف المقاومة الذي يقف اليوم سداً منيعاً في وجه تسونامي داعش وأخواتها وحلف النيتو وأخواته.
ولولا الصمود السوري لكان الاستعمار اليوم يسيطر على وطننا العربي ويلملم الفوضى التي نشرها بعد أن حققت هدفها.
يبدو أنّ المصطلح الواقعي لما تشهده المنطقة والعالم، أن وطننا العربي يعيش مرحلة الوجود أو اللاوجود، وعليه فإنّ سورية هي آخر قلاع هذا الوجود العربي، وتأسيساً على هذه الحقيقة، تتطلع الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج لسورية وهي على يقين تام بأن بقاء القلب على قيد الحياة يعني فيما يعنيه بقاء الجسد العربي كله على قيد الوجود.
لا يمكن أن نمرر ما جاء في كتب التاريخ ومخطوطات الموثقين والمستشرقين والمفكرين والفلاسفة أن دمشق بوابة الشرق، مرور المستعجل،
فالبوابة السورية حقيقة الأمر تُفتح في وجه العالم الحضاري والانفتاح الفكري والتلاقي الإنساني، وهي بوابة الوصل والتواصل بين الغرب والشرق. لكن البوابة السورية تصبح سداً منيعاً في وجه الصراع بين الوجود الحضاري والشعوذات اللاحضارية، كما تغلق بوابتها في وجه كل اعتداء لأنّها بذلك تحافظ على الوجود العربي وبقاء حضارته وتراثه الإنساني.
وبانتظار أن تفتح بوابة الشرق من جديد عليها أولاً أن تقضي على أعداء الحضارات الإنسانية وعلى أعداء الوجود العربي وعلى أعداء الأمتين العربية والإسلامية ونعتقد أنّ الوقت لن يطول.

ميساء نعامة

تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 15/11/2014

Scroll to Top