السؤال الكبير الذي يدور في ذهن كل مواطن عربي أو حتى غربي يستمع اليوم إلى الإعلام الفتنوي الذي مهّد لسريان مفعول العبارة المستخدمة كأحد الفنون العسكرية فرّق تسد، يتابع اليوم سيمفونية التفريق والتمزيق والتشتت كرمى لعيون الصهيونية العالمية. لا يمكن للإعلام العميل مهما امتلك من فنون التزوير والتشويه واللعب على العواطف عبر الصورة والخبر أن يتلاعب بالتاريخ ويلغي الحقائق.
الصهيونية العالمية تحلم بسورية لقمة سائغة تفتح لها أبواب الشرق الأوسط على مصراعيه، لكن هذا الحلم لن يتحقق طالما أنّ الرئيس الأسد يتمسك بالعمق الحضاري والتاريخي للأمتين العربية والإسلامية.
قلناها ونعيد القول: بأنّ من يقف خلف الإرهاب الإعلامي والإرهاب المسلح الموجه مباشرة إلى سورية، هي الصهيونية العالمية وكلّ من يتحرك اليوم على الساحات هو مجرد أدوات استهلاكية، بمعنى أنّها لا تتمتع بصلاحية كافية لاستعمالات أخرى.
الرئيس الأسد يدرك تماماً هذه الحقيقية، كما يدرك أنّ حربه ضد الإرهاب الحقيقي لم تبدأ بعد، وأنّ محور المقاومة الممتد من لبنان المقاوم إلى سورية المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية المقاومة، يتصل بحبل سري مع روسيا والصين الخاليتين من القواعد العسكرية الأميركية أي إنّهما أصحاب قرار.
أما الإمعات المحكومة بالقرار الأميركي فهي في طريقها إلى الانقراض ودائماً البقاء لأصحاب الحضارة والتاريخ والإرث الثقافي.
لطالما قرأنا في كتبنا المدرسية وأدبياتنا السياسية والإعلامية والفكرية أنّ الصراع العربي _الإسرائيلي هو القضية المصيرية بالنسبة للعرب.
تلقف العدو الصهيوني عبارة الصراع العربي الصهيوني واشتغل على مدى سنين طويلة على إلغاء تلك العبارة من القاموس العربي، وبحث عن عدة بدائل منها مثلاً ما جاء على لسان وزير خارجية آل سعود الصراع الفلسطيني_ الإسرائيلي، ومنها أيضاً، إيجاد ما ينوب عن الإسرائيلي في حربه مع بعض العرب والبعض هنا سورية التي لم ترضخ لإغراءات الغرب ولم تستسلم لاتفاقيات منفردة مع الكيان الإسرائيلي ولم تفك ارتباطها المقدس مع المحور المقاوم لمحاربة الوجود الشاذ للكيان الصهيوني على الأراضي العربية والإسلامية.
وبينما ارتبط –بعض- الحكام العرب سواء بالعلن عبر اتفاقيات منفردة أو سرية تطفو اليوم إلى السطح، بقيت سورية الأسد تجاهر بإبقاء الصراع
العربي_ الإسرائيلي قائماً حتى تعود الحقوق العربية غير منقوصة.
وبعد أن عبثت العصابات الإرهابية متعددة الجنسيات والتسميات بالأرض السورية انكشف الستار لتتوضح الحقيقية التي قالها الرئيس بشار الأسد من اللحظة الأولى لظهور الإرهاب في سورية أنّ إسرائيل تدعم تلك العصابات بالتفاهم والتشاور والتنسيق مع بعض دول الجوار العربي.
وبعد! لابد من طرح عدة أسئلة مشروعة:
أولاً: ما معنى أن تتفق معارضة ما يسمى ائتلاف الدوحة مع المشروع الصهيوني وأول إشراقات هذا الاتفاق زيارة أعضاء الائتلاف إلى إسرائيل، والتعهد بتوقيع اتفاقية استسلام مع العدو الصهيوني؟
ثم كيف تتحول العصابات الإرهابية من مخلفات القاعدة إلى شريط حدودي يحمي أمن إسرائيل وتمده الأخيرة بالعتاد وتفتح مشافيها لمعالجة
المصابين؟
ويبقى من السخف أن تسأل كيف يمرر آل سعود جملة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لأنّه سبق ووقّع أسلافهم على صك بيع فلسطين؟
يمكننا أن نفهم لماذا طرح بعض المعارضين مصطلح الجمهورية السورية، والجيش السوري وإلغاء العروبة من الوجود السوري؟
الأمور أصبحت واضحة وضوح الشمس وحدهم رجال الشمس رجال الجيش العربي السوري يحمون البقاء العربي، وكل أتباع الصهاينة سينتهون كما انتهى من سبقهم.
أما لماذا الأسد فلأنّ الرئيس بشار الأسد، يصفع في وجه التمدد الصهيوني جميع الأبواب، وهو صاحب القرار السيادي في حماية العروبة والإسلام من التفتيت والتشويه.
ميساء نعامة
تم نشر هذا المقال في مجلة الأزمنة بتاريخ 07/02/2015